نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 3 صفحه : 219
لأبي العتاهية في رثاء الأمين:
لما قتل عبد اللّه المأمون أخاه محمد بن زبيدة، أرسلت أمه زبيدة ابنة جعفر إلى أبي العتاهية يقول أبياتا على لسانها للمأمون، فقال:
ألا إنّ ريب الدهر يدني و يبعد # و للدهر أيام تذمّ و تحمد [1]
أقول لريب الدهر إن ذهبت يد # فقد بقيت و الحمد للّه لي يد
إذا بقي المأمون لي فالرشيد لي # ولي جعفر، لم يهلكا، و محمد
و كتبت إليه من قوله:
لخير إمام قام من خير معشر # و أكرم بسّام على عود منبر
كتبت و عيني تستهلّ دموعها # إليك ابن يعلى من دموعي و محجري [2]
فجعنا بأدنى الناس منك قرابة # و من زلّ عن كبدي فقلّ تصبّري
أتى طاهر لا طهّر اللّه طاهرا # و ما طاهر في فعله بمطهّر
فأبرزني مكشوفة الوجه حاسرا # و أنهب أموالي و خرّب أدوري
و عزّ على هارون ما قد لقيته # و ما نابني من ناقص الخلق أعور
فلما نظر المأمون إلى كتابها وجه إليها بحباء جزيل، و كتب إليها يسألها القدوم عليه، فلم تأته في ذلك الوقت و قبلت منه ما وجّه به إليها؛ فلما صارت إليه بعد ذلك قال لها: من قائل الأبيات؟قالت: أبو العتاهية. قال: و كم أمرت له؟قالت: عشرين ألف درهم. قال المأمون: و قد أمرنا له بمثل ذلك. و اعتذر إليها من قتل أخيه محمد، و قال لها: لست صاحبه و لا قاتله. فقالت: يا أمير المؤمنين، إن لكما يوما تجتمعان فيه، و أرجو أن يغفر اللّه لكما إن شاء اللّه.