responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 3  صفحه : 204

يقولون لا تبعدوهم يدفنونني # و أين مكان البعد إلا مكانيا

لأفنون في بكاء نفسه:

و قال رجل من بني تغلب يقال له أفنون، و هو لقبه، و اسمه ضريم بن معشر بن ذهل بن تيم بن عمرو بن مالك بن حبيب بن عمر بن غنم بن تغلب، و لقي كاهنا في الجاهلية، فقال له: إنك تموت بمكان يقال له الاهة. فمكث ما شاء اللّه، ثم سافر في ركب من قومه إلى الشام فأتوها، ثم انصرفوا فضلوا الطريق، فقالوا لرجل: كيف نأخذ؟فقال: سيروا حتى إذا كنتم بمكان كذا و كذا ظهر لكم الطريق و رأيتم الإهة- و إلاهة قارة بالسماوة-فلما أتوها نزل أصحابه و أبى أن ينزل؛ فبينما ناقته ترتعي و هو راكبها إذ أخذت بمشفر ناقته حية، فاحتكت الناقة بمشفرها فلدغت ساقه، فقال لأخيه و كان معه، و اسمه معاوية: احفر لي فإني ميت ثم تغنّى قبل أن يموت يبكي نفسه:

لست على شي‌ء، فروحن معاويا # و لا المشفقات إذ تبعن الحوازيا [1]

و لا خير فيما كذّب المرء نفسه # و تقواله للشي‌ء يا ليت ذا ليا

و إن أعجبتك الدّهر حال من امرئ # فدعه و واكل حاله و اللياليا

يرحن عليه أو يغيّرن ما به # و إن لم يكن في خوفه العيث وانيا

فتطأ معرضا إنّ الحتوف كثيرة # و إنك لا تبقي بنفسك باقيا

لعمرك ما يدري امرؤ كيف يتّقي # إذا هو لم يجعل له اللّه واقيا

كفى حزنا أن يرحل الرّكب غدوة # و أنزل في أعلى إلاهة ثاويا

قال: فمات فدفنوه بها.

و قال هدبة العذري لما أيقن بالموت:

ألا علّلاني قبل نوح النّوائح # و قبل اطلاع النفس بين الجوانح

و قبل غد يا لهف نفسي على غد # إذا راح أصحابي و لست برائح


[1] المشفقات: النساء ذوات الشفقة؛ و الحوزي: الكواهن.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 3  صفحه : 204
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست