responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 3  صفحه : 172

صلّى اللّه عليه و سلم؛ فإن الصلاة عليه مقبولة، و اللّه أكرم من أن يقبل بعض دعائك و يردّ بعضا.

و قال سعيد بن المسيب: كنت جالسا بين القبر و المنبر، فسمعت قائلا يقول: اللهم إني أسألك عملا بارّا، و رزقا دارّا، و عيشا قارّا. فالتفتّ فلم أر أحدا.

لعائشة في النبي صلّى اللّه عليه و سلم:

هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: كنت نائمة مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ليلة النصف من شعبان، فلما لصق جلدي بجلده أغفيت؛ ثم انتبهت، فإذا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ليس عندي؛ فأدركني ما يدرك النساء من الغيرة، فلففت مرطي‌ [1] -أما و اللّه ما كان خزّا و لا قزّا، و لا ديباجا، و لا قطنا و لا كتانا، قيل: فما كان يا أمّ المؤمنين؟ قالت: كان سداه من شعر، و لحمته من أوبار الإبل-قالت: فحنوت عليه أطلبه حتى ألفيته كالثوب الساقط على وجهه في الأرض و هو ساجد يقول في سجوده:

«سجد لك خيالي و سوادي، و آمن بك فؤادي؛ هذه يدي و ما جنيت بها على نفس. ترجى لكلّ عظيم، فاغفر لي الذنب العظيم» فقلت: بأبي أنت و أمي يا رسول اللّه، إنك لفي شأن و إني لفي شأن. فرفع رأسه ثم عاد ساجدا فقال: «أعوذ بوجهك الذي أضاءت له السموات السبع و الأرضون السبع، من فجأة نقمتك، و تحوّل عافيتك؛ و من شر كتاب قد سبق؛ و أعوذ برضاك من سخطك، و بعفوك من عقوبتك، و بك منك، لا أحصى ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك» .

فلما انصرف من صلاته تقدمت أمامه حتى دخلت البيت و لي نفس عال، فقال:

مالك يا عائشة؟فأخبرته الخبر، فقال: ويح هاتين الركبتين ما لقيتا في هذه الليلة! و مسح عليهما؛ ثم قال: أ تدرين أي ليلة هذه يا عائشة؟فقلت: اللّه و رسوله أعلم. فقال صلّى اللّه عليه و سلم: «هذه الليلة ليلة النّصف من شعبان، فيها تؤقت الآجال و تثبت الأعمال» .


[1] المرط: كساء من خز أو صوف أو كتان يؤتزر به.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 3  صفحه : 172
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست