و له صاموا و صلّوا
و له حجّوا و زاروا # لو بدا فوق الثّريّا
و لهم ريش لطاروا!
و قال مساور الوراق:
شمّر ثيابك و استعدّ لقائل # و احكك جبينك للقضاء بثوم
و عليك بالغنوى فاجلس عنده # حتى تصيب وديعة ليتيم
و إذا دخلت على الرّبيع مسلّما # فاخصص سبابة منك بالتّسليم
و قال:
تصوّف كي يقال له أمين # و ما معنى التّصوّف و الأمانه
و لم يرد الإله به و لكن # أراد به الطريق إلى الخيانه
و قال الغزال:
يقول لي القاضي معاذ مشاورا # و ولّى امرأ فيما يرى من ذوي العدل
قعيدك ما ذا تحسب المرء فاعلا # فقلت و ما ذا يفعل الدّبر في النحل [1]
يدقّ خلاياها و يأكل شهدها # و يترك للذّبّان ما كان من فضل
و قال أبو عثمان المازني لبعض من راءى فهتك اللّه عز و جل ستره:
بينا أنا في توبتي مستعبرا # قد شبّهوني بأبي دواد
و قد حملت العلم مستظهرا # و حدّثوا عني بإسناد
إذ خطر الشيطان لي خطرة # نكست منها في أبي جاد [2]
أبو العتاهية و متصوف:
و قال ابن أبي العتاهية: أرسلني أبي إلى صوفيّ قد قيّر [3] إحدى عينيه أسأله عن المعنى في ذلك؛ فقال: النظر إلى الدنيا بكلتا عينيّ إسراف. قال: ثم بدا له في ذلك، فاتصل الخبر بأبي فكتب إليه:
[1] قعيدك: نشدتك اللّه، و الدبر: الزنابير.
[2] أبو جاد: ما يعلم للصبي من الكتابة.
[3] قيّر: طلا بالقار.