نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 3 صفحه : 145
و هي لا تسلم و لا تردّ و لا تطيق الكلام؛ من غزرة الدمعة، و غمرة العبرة، تختنق بعبرتها، و تتعثر في أثوابها، و الناس من خلفها، حتى أتت إلى الحجرة، فأخذت بعضادتي [1] الباب، ثم قالت: السّلام عليك يا نبي الهدى، السّلام عليك يا أبا القاسم، السّلام عليك يا رسول اللّه و على صاحبيك، يا رسول اللّه؛ أنا ناعية إليك أحظى أحبابك، و ذاكرة لك أكرم أودّائك [2] عليك، قتل و اللّه حبيبك المجتبى، و صفيّك المرتضى، قتل و اللّه من زوجته خير النساء، قتل و اللّه من آمن و وفى، و إني لنادبة ثكلى، و عليه باكية حرّى، فلو كشف عنك الثرى لقلت إنه قتل أكرمهم عليك، و أحظاهم لديك؛ و لو أمرت أن يجيب النداء لك مني ما تعرضت له منذ اليوم، و اللّه يجري الأمور على السداد.
قال المبرد: عزى أحمد بن يوسف الكاتب ولد الربيع، فقال: عظّم أجركم، و رحم اللّه فقيدكم؛ و جعل لكم من وراء مصيبتكم حالا يجمع شملكم، ويلم شعثكم، و لا يفرق ملأكم.
و قيل لأعرابية مات لها بنون عدّة: ما فعل بنوك؟قالت: أكلهم دهر لا يشبع.
و عزى رجل الرشيد فقال: يا أمير المؤمنين، كان لك الأجر لا بك، و كان العزاء لك لا عنك.
لابن عباس:
و مما روي أنّ عبد اللّه بن عباس رضي اللّه عنهما نعي إليه ابنه و هو في السفر، فاسترجع ثم قال: عورة سترها اللّه، و مئونة كفاها اللّه، و أجر ساقه اللّه.
للنبي صلّى اللّه عليه و سلم في ابنته:
و قال أسامة بن زيد رضي اللّه عنهما لما عزّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بابنته رقية. قال:
[1] عضادتا الباب: خشبتان منصوبتان مثبتتان في الحائط على جانبيه.