responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 3  صفحه : 126

أقدامهم في صلاتهم؛ تجري دموعهم على خدودهم، يجارون‌ [1] إلى ربهم: ربّنا ربّنا! يطلبون فكاك قلوبهم؛ و أما بالنهار فعلماء حلماء بررة أتقياء؛ كأنهم القداح. القداح:

السهام، يريد في ضمرتها-ينظر إليهم الناظر فيقول مرضى، و ما بالقوم من مرض؛ و يقول: خولطوا؛ و لقد خالط القوم أمر عظيم.

لابن عمار في الزهد:

و قال منصور بن عمار في مجلس الزهد: إن للّه عبادا جعلوا ما كتب عليهم من الموت مثالا بين أعينهم، و قطعوا الأسباب المتصلة بقلوبهم من علائق الدنيا؛ فهم أنضاء عبادته، حلفاء طاعته، قد نضحوا [2] خدودهم بوابل دموعهم‌ [3] ، و افترشوا جباههم في محاريبهم، يناجون ذا الكبرياء و العظمة في فكاك رقابهم‌ [4] .

عمر بن عبد العزيز في مرضه:

و دخل قوم على عمر بن عبد العزيز يعودونه في مرضه و فيهم شاب ذابل ناحل؛ فقال له عمر: يا فتى، ما بلغ بك ما أرى؟قال: يا أمير المؤمنين، أمراض و أسقام! قال له عمر: لتصدقنّي. قال: بلى يا أمير المؤمنين، ذقت يوما حلاوة الدنيا فوجدتها مرة عواقبها؛ فاستوى عندي حجرها و ذهبها؛ و كأني أنظر إلى عرش ربنا بارزا؛ و إلى الناس يساقون إلى الجنة و النار؛ فأظمأت نهاري و أسهرت ليلي؛ و قليل كلّ ما أنا فيه في جنب ثواب اللّه و خوف عقابه.

و قال ابن أبي الحواري: قلت لسفيان: بلغني في قول اللّه تبارك و تعالى: إِلاََّ مَنْ أَتَى اَللََّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [5] : الذي يلقي ربه و ليس فيه أحد غيره. فبكى و قال: ما سمعت منذ ثلاثين سنة أحسن من هذا التفسير.


[1] يجأرون: يغصون في صدورهم.

[2] نضحوا: رشوا.

[3] الوابل: المطر.

[4] فكاك رقابهم: عتقها من النار.

[5] سورة الشعراء الآية 89.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 3  صفحه : 126
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست