responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 3  صفحه : 108

قال: من قلّده اللّه من أمر الرعية ما قلّدك. قال: عظني أبا حازم!قال: اعلم أن هذا الأمر لم يصر إليك إلا بموت من كان قبلك، و هو خارج من يديك بمثل ما صار إليك. قال: يا أبا حازم أشر عليّ. قال: إنما أنت سوق، فما نفق عندك حمل إليك من خير أو شر فاختر أيهما شئت. قال: مالك لا تأتينا؟قال: و ما أصنع بإتيانك يا أمير المؤمنين؟إن أدنيتني فتنتني، و إن أقصيتني أخزيتني؛ و ليس عندك ما أرجوك له، و لا عندي ما أخافك عليه!قال: فارفع إلينا حاجتك. قال: و قد رفعتها إلى من هو أقدر منك عليها، فما أعطاني منها قبلت، و ما منعني منها رضيت.

مقام ابن السماك عند الرشيد

دخل عليه، فلما وقف بين يديه قال له: عظني يا ابن السماك و أوجز.

قال: كفى بالقرآن واعظا يا أمير المؤمنين، قال اللّه تعالى: بِسْمِ اَللََّهِ اَلرَّحْمََنِ اَلرَّحِيمِ `وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ `اَلَّذِينَ إِذَا اِكْتََالُوا عَلَى اَلنََّاسِ يَسْتَوْفُونَ `وَ إِذََا كََالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ `أَ لاََ يَظُنُّ أُولََئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ `لِيَوْمٍ عَظِيمٍ `يَوْمَ يَقُومُ اَلنََّاسُ لِرَبِّ اَلْعََالَمِينَ [1] . هذا يا أمير المؤمنين و عيد لمن طفف في الكيل، فما ظنك بمن أخذه كله!و قال له مرة: عظني. و أتى بماء ليشربه. فقال: يا أمير المؤمنين، لو حبست عنك هذه الشربة أ كنت تفديها بملكك؟قال: نعم. قال: فلو حبس عنك خروجها أ كنت تفديها بملكك؟قال: نعم!قال: فما خير في ملك لا يساوي شربة و لا بولة!قال: يا ابن السماك، ما أحسن ما بلغني عنك؟قال: يا أمير المؤمنين، إن لي عيوبا لو اطلع الناس منها على عيب واحد ما ثبتت لي في قلب أحد مودة؛ و إني لخائف في الكلام الفتنة و في السر الغرة و إني لخائف على نفسي من قلة خوفي عليها.


[1] سورة المطففين الآية 1-6.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 3  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست