رفع العلم و قولهم فيه
قال عبد اللّه بن مسعود: تعلموا العلم قبل أن يرفع.
و قال النبي صلى اللّه عليه و سلّم: «إن اللّه لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس، و لكن يقبضه بقبض العلماء» .
و قال عبد اللّه بن عباس رضوان اللّه عليهما، لما و وري زيد بن ثابت في قبره: من سرّه أن يرى كيف يقبض العلم فهكذا يقبض.
تحامل الجاهل على العالم
قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: «ويل لعالم أمر من جاهله» .
و قالوا: إذا أردت أن تفحم عالما فأحضره جاهلا.
و قالوا: لا تناظر جاهلا و لا لجوجا: فإنه يجعل المناظرة ذريعة إلى التعلّم بغير شكر.
قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم: «ارحموا عزيزا ذلّ، ارحموا غنيا افتقر، ارحموا عالما ضاع بين جهّال» .
و جاء كيسان إلى الخليل بن أحمد يسأله عن شيء؛ ففكر فيه الخليل ليجيبه، فلما استفتح الكلام قال له: لا أدري ما تقول. فأنشأ الخليل يقول:
لو كنت تعلم ما أقول عذرتني # أو كنت أجهل ما تقول عذلتكا
لكن جهلت مقالتي فعذلتني # و علمت أنّك جاهل فعذرتكا
قال حبيب:
و عاذل عذلته في عذله # فظنّ أنّي جاهل من جهله
ما غبن المغبون مثل عقله # من لك يوما بأخيك كلّه [1]
[1] المغبون: المنتقصة حقوقه.