نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 2 صفحه : 86
انتحال العلم
قال بعض الحكماء: لا ينبغي لأحد أن ينتحل العلم، فإن اللّه عز و جل يقول:
وَ مََا أُوتِيتُمْ مِنَ اَلْعِلْمِ إِلاََّ قَلِيلاً[1] و قال عز و جل: وَ فَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ[2] .
و قد ذكر عن موسى بن عمران عليه السلام، أنه لما كلمه اللّه تعالى تكليما، و درس التوراة و حفظها، حدثته نفسه أن اللّه لم يخلق خلقا أعلم منه، فهوّن اللّه إليه نفسه بالخضر عليه السلام.
و قال مقاتل بن سليمان و قد دخلته أبّهة العلم: سلوني عما تحت العرش إلى أسفل من الثرى. فقام إليه رجل من القوم فقال: ما نسألك عما تحت العرش و لا أسفل من الثرى، و لكن نسألك عما كان في الأرض و ذكره اللّه في كتابه: أخبرني عن كلب أهل الكهف، ما كان لونه؟فأفحمه.
و قال قتادة: ما سمعت شيئا قط و لا حفظت شيئا قطّ فنسيته. ثم قال: يا غلام، هات نعلي. فقال: هما في رجليك. ففضحه اللّه.
و أنشد أبو عمرو بن العلاء في هذا المعنى:
من تحلّى بغير ما هو فيه # فضحته شواهد الامتحان
و في هذا المعنى:
من تحلّى بغير ما هو فيه # شان ما في يديه ما يدّعيه
و إذا قلّل الدعاوى لما فيـ # ه أضافوا إليه ما ليس فيه