العتبي عن أبيه، قال: أهدي ملك اليمن عشر جزائر إلى مكة، و أمر أن ينحرها أعزّ قرشيّ؛ فقدمت و أبو سفيان عروس بهند بنت عتبة، فقالت له: أيها الرجل، لا يشغلنّك النساء عن هذه المكرمة التي لعلها أن تفوتك. فقال لها: يا هذه، دعي زوجك و ما يختاره لنفسه!و اللّه ما نحرها غيري إلا نحرته!فكانت في عقلها حتى خرج أبو سفيان في اليوم السابع فنحرها.
بين قيصر و معاوية:
زهير عن أبي الجويرية الجرميّ، قال: كتب قيصر إلى معاوية: أخبرني عمن لا قبلة له، و عمّن لا أب له، و عمن لا عشيرة له، و عمن سار به قبره، و عن ثلاثة أشياء لم تخلق في رحم، و عن شيء، و نصف شيء، و لا شيء؛ و ابعث إليّ في هذه القارورة ببزر كلّ شيء.
فبعث معاوية بالكتاب و القارورة إلى ابن عباس، فقال: أمّا من لا قبلة له فالكعبة. و أما من لا أب له فعيسى. و أما من لا عشيرة له فآدم. و أما من سار به قبره فيونس. و أما ثلاثة أشياء لم تخلق في رحم، فكبش إبراهيم، و ناقة ثمود، و حيّة موسى. و أما شيء، فالرجل له عقل يعمل بعقله؛ و أما نصف شيء، فالرجل ليس له