responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 2  صفحه : 58

رعده، و تلألأ برقه؛ فنزل الأرض فرويت و اخضلّت و اخضرت و أسقيت، فروي ظمآنها، و امتلأ عطشانها. فكذلك نعدّك أنت يا أمير المؤمنين أضاء اللّه بك الظلمة الداجية بعد العموس‌ [1] فيها، و حقن بك دماء قوم أشعر خوفك قلوبهم، فهم يبكون لما يعلمون من حزمك و بصيرتك، و قد علموا أنك الحرب و ابن الحرب، إذا احمرّت الحدق، و عضّت المغافر بالهام‌ [2] . عزّ بأسك، و استربط جأشك، مسعار هتّاف، و كافّ بصير بالأعداء، مغري الخيل بالنّكراء، مستغن برأيه عن رأي ذوي الألباب، برأي أريب، و حلم مصيب. فأطال اللّه لأمير المؤمنين البقاء، و تمّم عليه النعماء. و دفع به الأعداء.

فرضي عنه هشام و أمر له بجائزة.

خلاص ابن هبيرة من خالد القسري:

العتبي قال: لما أتي بابن هبيرة إلى خالد بن عبد اللّه القسري و هو والي العراق، أتي به مغلولا مقيّدا في مدرعة. فلما صار بين يدي خالد ألقته الرجال إلى الأرض، فقال: أيها الأمير، إن القوم الذين أنعموا عليك بهذه النعمة قد أنعموا بها على من قبلك، فأنشدك اللّه أن تستنّ فيّ بسنّة يستنّ بها فيك من بعدك، فأمر به إلى الحبس.

فأمر ابن هبيرة غلمانه فحفروا له تحت الأرض سردابا حتى خرج الحفر تحت سريره، ثم خرج منه ليلا و قد أعدّت له أفراس يداولها، حتى، أتى مسلمة بن عبد الملك، فاستجار به فأجاره، و استوهبه مسلمة من هشام بن عبد الملك، فوهبه إياه.

فلما قدم خالد بن عبد اللّه القسريّ على هشام، وجد عنده ابن هبيرة، فقال له:

إباق العبد أبقت‌ [3] . قال له: حين نمت نومة الأمة. فقلل الفرزدق في ذلك:

لمّا رأيت الأرض قد سدّ ظهرها # فلم يبق إلا بطنها لك مخرجا


[1] العموس: اشتداد الظلام.

[2] المغافر: ما يلبس على الرأس في الحرب وقاية له.

[3] أبقت: هربت.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 2  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست