responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 2  صفحه : 50

الحجاج و عاصم بن أبي وائل:

أبو عوانة عن عاصم بن أبي وائل قال: بعث إليّ الحجاج فقال لي: ما اسمك؟ قلت: ما أرسل إليّ الأمير حتى عرف اسمي!قال: متى هبطت هذا البلد؟قلت:

حين هبط أهله. قال: ما تقرأ من القرآن؟قلت: أقرأ منه ما إذا تبعته كفاني. قال:

إني أريد أن أستعين بك في عملي. قلت: إن تستعين بي تستعن بكبير أخرق‌ [1] ، ضعيف يخاف أعوان السوء؛ و إن تدعني فهو أحبّ إليّ، و إن تقحمني أتقحّم. قال:

إن لم أجد غيرك أقحمتك، و إن وجدت غيرك لم أقحمك. قلت؛ و أخرى أكرم اللّه الأمير: إني ما علمت الناس هابوا أميرا قط هيبتهم لك و اللّه إني لأتعارّ [2] من الليل فما يأتيني النوم من ذكرك حتى أصبح؛ هذا و لست لك على عمل. قال: هيه!كيف قلت؟فأعدت عليه؛ فقال: إني و اللّه لا أعلم على وجه الأرض خلقا هو أجرأ على دم مني، انصرف. قال: فقمت فعدلت عن الطريق كأني لا أبصر؛ فقال: أرشدوا الشيخ.

الحجاج و أسرى الجماجم:

لما أتي الحجاج بأسرى الجماجم، أتي فيهم بعامر الشّعبي، و مطرّف بن عبد اللّه الشّخّير و سعيد بن جبير، و كان الشعبي و مطرّف يريان التّقيّة، و كان سعيد بن جبير لا يراها، و كان قد تقدم كتاب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج في أسرى الجماجم، أن يعرضهم على السيف. فمن أقرّ منهم بالكفر في خروجهم علينا فيخلّي سبيله، و من زعم أنه مؤمن فيضرب عنقه. فقال الحجاج للشعبي: و أنت ممن ألّب علينا مع ابن الأشعث؟اشهد على نفسك بالكفر. فقال: أصلح اللّه الأمير، نبا [3] بنا المنزل، و أحزن بنا الجناب، و استحلسنا [4] الخوف، و اكتحلنا السهر، و خبطتنا فتنة لم نكن فيها بررة أتقياء، و لا فجرة أقوياء. قال: للّه أبوك!لقد صدقت: ما بررتم بخروجكم علينا و لا قويتم، خلّوا سبيل الشيخ.


[1] الأخرق: الأحمق الضعيف الرأي.

[2] التعارّ: السهر و التقلّب على الفراش ليلا.

[3] نبا: بعد.

[4] استحلسنا الخوف: لزمنا

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 2  صفحه : 50
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست