نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 2 صفحه : 5
و قالت العلماء: لا يؤمّ ذو سلطان في سلطانه، و لا يجلس على تكرمته إلا بإذنه.
و قال زياد بن أبيه: لا يسلّم على قادم بين يدي أمير المؤمنين.
و قال يحيى بن خالد بن برمك: مساءلة الملوك عن حالها من سجيّة النّوكى [1] ؛ فإذا أردت أن تقول: كيف أصبح الأمير؟فقل: صبّح اللّه الأمير بالنعمة و الكرامة.
و إذا كان عليلا فأردت أن تسأله عن حاله، فقل: أنزل اللّه على الأمير الشفاء و الرحمة؛ فإن الملوك لا تسأل و لا تشمّت و لا تكيّف. و أنشد:
إن الملوك لا يخاطبونا # و لا إذا ملّوا يعاتبونا
و في المقال لا ينازعونا # و في العطاس لا يشمّتونا
و في الخطاب لا يكيّفونا # يثنى عليهم و يبجّلونا
فافهم وصاتي لا تكن مجنونا
ابن صبيح و الفضل بن يحيى في علته
اعتلّ الفضل بن يحيى، فكان إسماعيل بن صبيح الكاتب إذا أتاه عائدا لم يزد على السلام عليه و الدّعاء له، و يخفّف في الجلوس، ثم يلقى حاجبه فيسأله عن حاله و مأكله و مشربه و نومه. و كان غيره يطيل الجلوس. فلما أفاق من علّته قال: ما عادني في علّتي هذه إلا إسماعيل بن صبيح.
بين معاوية و أصحابه
و قال أصحاب معاوية له: إنّا ربما جلسنا عندك فوق مقدار شهوتك، فنريد أن تجعل لنا علامة نعرف بها ذلك فقال: علامة ذلك أن أقول: إذا شئتم و قيل ذلك ليزيد، فقال: إذا قلت: على بركة اللّه.
و قيل ذلك لعبد الملك بن مروان، فقال: إذا وضعت الخيزرانة في يدي.