نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 2 صفحه : 42
لحبيب:
فوقّع أبو جعفر على كل بيت منها: صدقت صدقت. ثم دعا به و ألحقه في خاصته. و قال حبيب الشاعر في هذا المعنى:
و إنّ أولى الموالي أن تواسيه # عند السرور لمن واساك في الحزن
إنّ الكرام إذا ما أسهلوا ذكروا # من كان يألفهم في الموطن الخشن
حسن التخلص من السلطان
العباس بن سهل و عثمان بن حيان:
أبو الحسن المدائني قال: كان العباس بن سهل والي المدينة لعبد اللّه بن الزبير، فلما بايع الناس عبد الملك بن مروان، ولّى عثمان بن حيّان المرّي و أمره بالغلظة على أهل الظنّة [1] . فعرض يوما بذكر الفتنة و أهلها، فقال له قائل: هذا العباس بن سهل على ما فيه، كان مع الزبير و عمل له. فقال عثمان بن حيّان: ويلي!و اللّه لأقتلنّه.
قال العبّاس: فبلغني ذلك، فتغيّبت حتى أضرّ بي التغيّب، فأتيت ناسا من جلسائه فقلت لهم: مالي أخاف و قد أمّنني عبد الملك بن مروان؟فقالوا: و اللّه ما يذكرك إلا تغيّظ عليك، و قلّما كلّم على طعامه في ذنب إلا انبسط، فلو تنكّرت و حضرت عشاءه و كلمته.
قال: ففعلت، و قلت على طعامه، و قد أتي بجفنة ضخمة ذات ثريد و لحم: «و اللّه لكأني أنظر إلى جفنة حيّان بن معبد، و الناس يتكاوسون [2] عليها، و هو يطوف في حاشيته يتفقّد مصالحها، يسحب أردية الخزّ، حتى إن الحسك ليتعلق به فما يميطه [3] ، ثم يؤتى بجفنة تهادى بين أربعة ما يستقلّون بها إلا بمشقّة و عناء، و هذا بعد ما يفرغ الناس من الطعام و يتنحّون عنه، فيأتي الحاضر من أهله، و الطارئ من أشراف