نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 2 صفحه : 39
له قائده كلمة فيها بعض الغلظ، ثم ندم على ما كان منه، فجعل يتضرع و يتنصّل إليه. فقال له أبو مسلم: لا عليك، لسان سبق، و وهم أخطأ، إنما الغضب شيطان، و إنما جرّأتك عليّ لطول احتمالي عنك، فإن كنت للذنب متعمّدا ففقد شاركتك فيه، و إن كنت مغلوبا فإن العذر يسعك، و قد عفونا على كل حال. فقال: أصلح اللّه الأمير، إنّ عفو مثلك لا يكون غرورا. قال: أجل. قال: فإنّ عظم الذنب لا يدع قلبي يسكن. و ألح في الاعتذار. فقال له أبو مسلم: عجبا لك!إنك أسأت فأحسنت، فلما أحسنت أسيء.
المأمون و أبو دلف و قد رضي عنه:
دخل أبو دلف على المأمون، و قد كان عتب عليه ثم أقاله، فقال له و قد خلا مجلسه؛ قل أبا دلف، و ما عسيت أن تقول و قد رضي عنك أمير المؤمنين و غفر لك ما فعلت؟فقال: يا أمير المؤمنين.
ليالي تدني منك بالبشر مجلسي # و وجهك من ماء البشاشة يقطر
فمن لي بالعين التي كنت مرّة # إليّ بها في سالف الدهر تنظر
قال المأمون: لك بها رجوعك الى المناصحة، و إقبالك على الطاعة. ثم عاد له إلى ما كان عليه.
بين المأمون و أبي دلف:
و قال له المأمون يوما: أنت الذي تقول:
إنّي امرؤ كسرويّ الفعال # أصيف الجبال و أشتو العراقا
ما أراك قدّمت لحقّ طاعة، و لا قضيت واجب حرمة!قال له يا أمير المؤمنين إنما هي نعمتك و نحن فيها خدمك، و ما هراقة دمي في طاعتك إلا بعض ما يجب لك.
و دخل أبو دلف على المأمون. فقال: أنت الذي يقول فيك ابن جبلة:
إنّما الدنيا أبو دلف # بين باديه و محتضره
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 2 صفحه : 39