responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 2  صفحه : 37

عبيد بن أيوب و الحجاج:

و قال عبيد بن أيوب، و كان يطلبه الحجاج لجناية جناها، فهرب منه و كتب إليه:

أذقني طعم النوم أو سل حقيقة # علي فإن قامت ففصّل بنانيا [1]

خلعت فؤادي فاستطار فأصبحت # ترامى به البيد القفار تراميا [2]

و لم يقل أحد في هذا المعنى أحسن من قول النابغة الذبياني للنّعمان بن المنذر:

أتاني أبيت اللّعن أنك لمتني # و تلك التي تستكّ منها المسامع

فبتّ كأنّي ساورتني ضئيلة # من الرّقش من أنيابها السّمّ ناقع‌ [3]

أ كلّفتني ذنب امرئ و تركته # كذي العرّ يكوى غيره و هو راتع‌ [4]

فإنّك كالليل الذي هو مدركي # و إن خلت أنّ المنتأى عنك واسع‌

و قال فيه أيضا:

و لست بمستبق أخا لا تلمّه # على شعث أي الرجال المهذّب؟ [5]

فإن أك مظلوما فعبد ظلمته # و إن تك ذا عتب فمثلك يعتب

حلفت فلم أترك لنفسك ريبة # و ليس وراء اللّه للمرء مذهب

لئن كنت قد بلّغت عنّي جناية # لمبلغك الواشي أغشّ و أكذب

أ لم تر أنّ اللّه أعطاك سورة # ترى كلّ ملك دونها يتذبذب‌ [6]

فإنّك شمس و الملوك كواكب # إذا طلعت لم يبد منهنّ كوكب‌

و قال ابن الطّثرية:

فهنّي امرأ إمّا بريئا علمته # و إما مسيئا تاب منه و أعتبا


[1] قامت: ثبتت.

[2] استطار: هلع و انخلع من الخوف.

[3] ساورتني: و اثبتني، و الضئيلة: الحيّة الدقيقة اللحم، الرقش: جمع رقشاء و هي المنقطة بنقط سود و بيض و ناقع: مجتمع و كامن.

[4] العرّ: الجرب.

[5] لا تلمّه على شعث: لا تستبقيه على ما فيه من عيوب.

[6] السورة: المنزلة العالية، و يتذبذب: يضطرب.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 2  صفحه : 37
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست