نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 2 صفحه : 351
سعد القصير قال: و لأني عتبة أمواله بالحجاز، فلما ودّعته قال لي: يا سعد، تعاهد صغير مالي فيكثر، و لا تضيّع كثيره فيصغر، فإنه ليس يشغلني كثير مالي عن إصلاح قليله، و لا يمنعني قليل ما في يدي عن الصبر على كثير ما ينوبني. قال: فقدمت المدينة، فحدّثت بها رجالات قريش ففرّقوا بها الكتب على الوكلاء.
الإقلال
قال أرسطاطاليس: الغنى في الغربة وطن و المقل في أهله غريب.
أخذه الشاعر فقال:
لعمرك ما الغريب بذي التّنائي # و لكنّ المقلّ هو الغريب
إذا ما المرء أعوز ضاق ذرعا # بحاجته و أبعده القريب
و قال إبراهيم الشيباني: رأيت في جدار من جدر بيت المقدس بيتين مكتوبين بالذهب:
فكلّ مقلّ حين يغدو لحاجة # إلى كلّ من يلقى من الناس مذنب
و كان بنو عمي يقولون مرحبا # فلما رأوني مقترا مات مرحب
و من قولنا في هذا المعنى:
أعاذل قد المت ويك فلومي # و ما بلغ الإشراك ذنب عديم
لقد أسقطت حقّي عليك صبابتي # كما أسقط الإفلاس حقّ غريم [1]
و أعذر ما أدمى الجفون من البكا # كريم رأى الدّنيا بكفّ لئيم
أرى كلّ فدم قد تبجّح في الغنى # و ذو الطرف لا تلقاه غير عديم [2]
و قال الحسن بن هانئ:
الحمد للّه ليس لي نشب # فخفّ ظهري و ملّني ولدي [3]