responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 2  صفحه : 336

لبعض الشعراء:

و قال بعض الشعراء:

لا تقنعنّ و مطلب لك ممكن # فإذا تضايقت المطالب فاقنع‌

و مما جبل عليه الحرّ الكريم ألاّ يقنع من شرف الدنيا و الآخرة بشي‌ء مما انبسط له، أملا فيما هو أسنى منه درجة و أرفع منزلة؛ و لذلك قال عمر بن عبد العزيز لدكين الراجز: إنّ لي نفسا توّاقة؛ فإذا بلغك أني صرت إلى أشرف من منزلتي هذه؛ فبعين ما أرينّك. قال له ذلك و هو عامل المدينة لسليمان بن عبد الملك. فلما صارت إليه الخلافة قدم عليه دكين. فقال له: أنا كما أعلمتك أنّ لي نفسا توّاقة؛ و أنّ نفسي تاقت إلى أشرف منازل الدنيا فلما بلغتها وجدتها تتوق إلى أشرف منازل الآخرة.

و من الشاهد لهذا المعنى، أنّ موسى صلوات اللّه عليه لما كلمه اللّه تكليما، سأله النظر إليه. إذ كان ذلك لو وصل إليه أشرف من المنزلة التي نالها، فانبسط أمله إلى ما لا سبيل إليه. ليستدل بذلك أنّ الحرّ الكريم لا يقنع بمنزلة إذا رأى ما هو أشرف منها.

و من قولنا في هذا المعنى:

و الحرّ لا يكتفي من نيل مكرمة # حتى يروم التي من دونها العطب‌ [1]

يسعى به أمل من دونه أجل # إن كفّه رهب يستدعه رغب

لذاك ما سال موسى ربّه أرني # أنظر إليك و في تسآله عجب

يبغي التزيّد فيما نال من كرم # و هو النجيّ لديه الوحي و الكتب‌

و قال تأبّط شرّا في ابن عم له يصفه بركوب الأهوال و بذل الأموال:

و إني لمهد من ثنائي فقاصد # به لابن عمّ الصّدق شمس بن مالك

أهزّ به في ندوة الحيّ عطفه # كما هزّ عطفي بالهجان الأوارك‌ [2]


[1] العطب: الهلاك.

[2] الهجان من الإبل: البيض الكرام و الأوارك: آكلة الأراك.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 2  صفحه : 336
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست