نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 2 صفحه : 331
باب في الرجل النفاع الضرار
يقال: إنه لخرّاج ولاّج، و أنه لحوّل قلّب؛ و إذا كان متصرفا في أموره نفاعا لأوليائه، ضرّارا لأعدائه. و إذا كان على غير ذلك قيل: ما يحلى و لا يمرّ و لا يعدّ في العير و لا في النّفير، و ما فيه خير يرجى و لا شرّ يتّقى.
و قال بعضهم: لا يرضى العاقل أن يكون إلا إماما في الخير أو الشر. و قال الشاعر:
إذا أنت لم تنفع فضرّ فإنّما # يرجّى الفتي كيما يضرّ و ينفعا
و قال حبيب:
و لم أر نفعا عند من ليس ضائرا # و لم أر ضرّا عند من ليس ينفع
و سمع أعرابي رجلا يقول: ما أتى فلان بيوم خير قط. فقال: إن لا يكن أتى بيوم خير فقد أتى بيوم شر.
و قال الشاعر:
و ما فعلت بنو ذبيان خيرا # و لا فعلت بنو ذبيان شرّا
و قال آخر:
قبح الإله عداوة لا تتّقى # و قرابة يدلى بها لا تنفع
و فخر رجل فقال: أبي الذي قتل الملوك و غصب المنابر، و فعل و فعل!فقال له رجل: لكنه أسر و قتل و صلب. فقال دعني من أسره و قتله و صلبه؛ أبوك[هل] حدّث نفسه بشيء من هذا قط.
و قال رجل [1] يذم قومه، و أغارت بنو شيبان على إبله فاستنجدهم فلم ينجدوه، و كان فيهم ضعف، فقال فيهم: