و تجادل ابن سيرين و الحسن، و كان الحسن يرى كلّ مسلم جائز الشهادة حتى يظهر عليه سقطة أو يجرّحه المشهود عليه، و كان إياس لا يرى ذلك؛ فأقبل رجل إلى الحسن فقال: يا أبا سعيد!إنّ إياسا ردّ شهادتي. فقام معه الحسن إليه فقال: يا أبا واثلة، لم رددت شهادة هذا المسلم، و قد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم: من صلّى صلاتنا و استقبل قبلتنا فهو المسلم، له ما لنا و عليه ما علينا. فقال له إياس: يا أبا سعيد يقول اللّه تعالى: مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ اَلشُّهَدََاءِ[2] و هذا ما لا نرضاه.
عامر بن عبد اللّه و سرقة عطائه:
و كان عامر بن عبد اللّه بن الزبير في غاية الفضل و الدين، و كان لا يعرف الشر، فبينا هو جالس في المسجد إذ أتي بعطائه، فقام إلى منزله فنسيه، فلما صار إلى بيته ذكره، فقال لخادمه: اذهب إلى المسجد فأتني بعطائي. فقال له: و أين نجده؟قال: