نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 2 صفحه : 297
و سعيد بن جبير. فأما الشعبي و مطرّف فذهبا إلى التعريض و الكناية و لم يصرّحا بالكفر، فقبل كلامهما و عفا عنهما؛ و أما سعيد بن جبير فأبى ذلك فقتل.
و كان مما عرّض به الشعبي فقال: أصلح اللّه الأمير، نبا المنزل، و أحزن بنا الجناب، و استحلسنا [1] الخوف، و اكتحلنا السهر، و خبطتنا فتنة لم نكن فيها بررة أتقياء، و لا فجرة أقوياء. قال: صدق. و اللّه ما برّوا بخروجهم علينا و لا قووا، خليا عنه. ثم قدم إليه مطرّف بن عبد اللّه، فقال له الحجاج: أ تقرّ على نفسك بالكفر؟ قال: إنّ من شق العصا، و سفك الدماء، و نكث البيعة، و أخاف المسلمين، لجدير بالكفر. قال: خلّيا عنه. ثم قدّم إليه سعيد بن جبير؛ فقال له: أ تقرّ على نفسك بالكفر؟قال: ما كفرت باللّه مذ آمنت به. قال: اضربوا عنقه.
و لما ولي الواثق و أقعد للناس أحمد بن أبي داود للمحنة في القرآن و دعا إليه الفقهاء، أتي فيهم بالحارث بن مسكين، فقيل له: اشهد أن القرآن مخلوق!قال: أشهد أن التوراة و الإنجيل و الزبور و القرآن، هذه الأربعة مخلوقة. و مدّ أصابعه الأربع؛ فعرّض بها و كنّى عن خلق القرآن و خلّص مهجته من القتل. و عجز أحمد بن نصر فقيه بغداد عن الكناية فأباها، فقتل و صلب.
و دخل بعض النّساك على بعض الخلفاء فدعاه إلى طعامه، فقال: الصائم لا يأكل يا أمير المؤمنين، و ما أزكّي نفسي، بل اللّه يزكّي من يشاء. و إنما كره طعامه.
ابن عرباض و الخوارج:
الأصمعي عن عيسى بن عمر قال: بينما ابن عرباض يمشي مقدّما بطنه، إذ استقبلته الخوارج يحزّون الناس بسيوفهم؛ فقال لهم: هل خرج إليكم في اليهود شيء؟ قالوا: لا. قال: فامضوا راشدين. فمضوا و تركوه.
و لقي شيطان الطاق رجلا من الخوارج و بيده سيف؛ فقال له الخارجي: و اللّه