أن الحسام فإن تفلل مضاربه # فقبله ما يفلّ الصارم الذّكر [2]
روح من المجد في جثمان مكرمة # كأنما الصبح من خدّيه ينفجر
لو غال مجلوده شيء سوى قدر # أكبرت ذاك و لكن غاله القدر
و من قولنا في هذا المعنى:
لا غرو إن نال منك السّقم ما سألا # قد يكسف البدر أحيانا إذا كملا
ما تشتكي علة في الدهر واحدة # إلا اشتكى الجود من وجد بها عللا
الأدب في الاعتناق
سفيان بن عيينة و مالك:
أبو بكر بن محمد قال: حدثنا سعيد بن إسحاق عن ابن يونس المديني قال: كنت جالسا عند مالك بن أنس، فإذا سفيان بن عيينة يستأذن بالباب، فقال مالك: رجل صالح صاحب سنّة، أدخلوه. فدخل فقال: السلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته. فردّ السلام، فقال: سلام خاص و عام عليك يا أبا عبد اللّه و رحمة اللّه. فقال مالك:
و عليك السلام يا أبا محمد و رحمة اللّه. فصافحه مالك و قال: يا أبا محمد، لو لا أنها بدعة لعانقناك. فقال سفيان: قد عانق من هو خير منا، رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم. فقال مالك: جعفرا؟قال: نعم. فقال مالك: ذاك حديث خاص يا أبا محمد ليس بعام.
فقال سفيان: ما عمّ جعفرا يعمّنا و ما خصه يخصنا إذا كنا صالحين؛ أ فتأذن لي أن أحدّث في مجلسك؟قال: نعم يا أبا محمد. فقال: حدّثني عبد اللّه بن طاوس عن أبيه
[1] الصالية: الحمّى، لما فيها من حرارة و سخونة. و الضرغامة: الأسد، و الهصر: الفاتك.