نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 2 صفحه : 284
أعزز عليّ بأن أراك عليلا # أو أن يكون بك السّقام نزيلا
فوددت أنّي مالك لسلامتي # فأعيرها لك بكرة و أصيلا
فتكون تبقى سالما بسلامتي # و أكون ممّا قد عراك بديلا
هذا أخ لك يشتكي ما تشتكي # و كذا الخليل إذا أحبّ خليلا
و مرض يحيى بن خالد، فكان إسماعيل بن صبيح الكاتب إذا دخل عليه يعوده وقف عند رأسه و دعا له، ثم يخرج فيسأل الحاجب عن منامه و شرابه و طعامه؛ فلما أفاق قال يحيى بن خالد: ما عادني في مرضي هذا إلا إسماعيل بن صبيح.
و قال الشاعر:
عيادة المرء يوم بين يومين # و جلسة لك مثل اللّحظ بالعين
لا تبرمنّ مريضا في مساءلة # يكفيك من ذاك تسأل بحرفين [1]
و قال بكر بن عبد اللّه لقوم عاوده في مرضه فأطالوا الجلوس عنده: المريض يعاد و الصحيح يزار.
و قال سفيان الثوري: حمق القرّاء أشدّ على المرضى من أمراضهم: يجيئون في غير وقت و يطيلون الجلوس.
و دخل رجل على عمر بن العزيز يعوده في مرضه، فسأله عن علّته، فلما أخبره قال: من هذه العلة مات فلان، و مات فلان. فقال له عمر: إذا عدت المرضى فلا تنع إليهم الموتى، و إذا خرجت عنا فلا تعد إلينا.
و قال ابن عباس: إذا دخلتم على الرجل و هو في الموت فبشّروه ليلقى ربّه و هو حسن الظن، و لقّنوه الشهادة، و لا تضجروه.
و مرض الأعمش فأبرمه الناس بالسؤال عن حاله، فكتب قصته في كتاب و جعله عند رأسه، فإذا سأله أحد قال: عندك القصة في الكتاب فاقرأها.