responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 2  صفحه : 27

المسوّدة و أنا حديث السنّ كثير العيال متفرّق المال، فجعلت لا أنزل قبيلة من قبائل العرب إلا شهرت فيها. فلما رأيت أمري لا يكتتم، أتيت سليمان بن علي فاستأذنت عليه قرب المغرب، فأذن لي و هو لا يعرفني؛ فلما صرت إليه قلت: أصلحك اللّه! لفظتني البلاد إليك، و دلني فضلك عليك؛ فإما قبلتني غانما، و إما رددتني سالما.

قال: و من أنت؟فانتسبت له؛ فعرفني. و قال: مرحبا، اقعد فتكلم غانما سالما.

قلت: أصلحك اللّه!إن الحرم التي أنت أقرب الناس إليهن معنا، و أولى الناس بهن بعدنا، قد خفن بخوفنا، و من خاف خيف عليه. قال: فاعتمد سليمان على يديه و سالت دموعه على خديه، ثم قال: يا ابن أخي، يحقن اللّه دمك، و يستر حرمك، و يسلم مالك إن شاء اللّه؛ و لو أمكنني ذلك في جميع قومك لفعلت. فلم أزل في جوار سليمان آمنا.

و كتب سليمان إلى أبي العباس أمير المؤمنين: أما بعد. يا أمير المؤمنين، فإنا إنما حاربنا بني أمية على عقوقهم و لم نحاربهم على أرحامهم، و قد دفت إليّ منهم دافّة [1] لم يشهروا سلاحا، و لم يكثروا جمعا، و قد أحسن اللّه إليك فأحسن. فإن رأى أمير المؤمنين أن يكتب لهم أمانا و يأمر بإنفاذه إليّ فليفعل.

فكتب لهم كتابا منشورا و أنفذه إلى سليمان بن علي، في كل من لجأ إليه من بني أمية، فكان يسميه أبو مسلم: كهف الأبّاق‌ [2] .

الرشيد و عبد الملك بن صالح:

دخل عبد الملك بن صالح يوما على الرشيد، فلم يلبث في مجلسه أن التفت الرشيد فقال متمثّلا:

أريد حياته و يريد قتلي # عذيرك من خليلك من مراد


[1] الدافّة: الجماعة من الناس تقبل من بلد إلى بلد.

[2] الأبّاق: الهاربين.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 2  صفحه : 27
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست