نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 2 صفحه : 268
إن شئت أجملت و إن شئت فسّرت. قال: بل أجمل. قال: عرضت بيننا جادّة [1]
فتركها كلّ واحد منا لصاحبه، فما ركبناها حتى رجعنا إليك.
و قال يحيى بن أكثم: ما شيت المأمون يوما من الأيام في بستان مؤنسة بنت المهدي، فكنت من الجانب الذي يستره من الشمس فلما انتهى إلى آخره و أراد الرجوع. أردت أن أدور إلى الجانب الذي يستره من الشمس، فقال: لا تفعل، و لكن كن بحالك حتى أسترك كما سترتني!فقلت: يا أمير المؤمنين، لو قدرت أن أقيك حرّ النار لفعلت، فكيف الشمس؟فقال: ليس هذا من كرم الصّحبة. و مشى ساترا لي من الشمس كما سترته.
و قيل لعمر بن ذرّ: كيف برّ ابنك بك؟قال: ما مشيت نهارا قط إلا مشى خلفي، و لا ليلا إلا مشى أمامي، و لا رقي سطحا و أنا تحته.
و قيل لزياد: إنك تستخلص حارثة بن زيد و هو يواقع الشارب. فقال: و كيف لا أستخلصه و ما سألته عن شيء قطّ إلا وجدت عنده منه علما، و لا استودعته سرّا قط فضيّعه، و لا راكبني قط فمسّت ركبتي ركبته.
بين الهادي و ابن يزيد في سفر:
محمد بن يزيد بن عمر بن عبد العزيز قال: خرجت مع موسى الهادي أمير المؤمنين من جرجان، فقال لي: إمّا أن تحملني و إمّا أن أحملك، فعلمت ما أراد، فأنشدته أبيات ابن صرمة:
أوصيكم باللّه أوّل وهلة # و أحسابكم و البرّ باللّه أوّل
و إن قومكم سادوا فلا تحسدوهم # و إن كنتم أهل السّيادة فاعدلوا
و إن أنتم أعوزتم فتعفّفوا # و إن كان فضل المال فيكم فأفضلوا
و إن نزلت إحدى الدّواهي بقومكم # فأنفسكم دون العشيرة فاجعلوا
و إن طلبوا عرفا فلا تحرموهم # و ما حملوكم في الملمّات فاحملوا