responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 2  صفحه : 251

قولهم في الشيعة

قال أبو عثمان بن بحر الجاحظ، أخبرني رجل من رؤساء التجار قال: كان معنا في السفينة شيخ شرس الأخلاق، طويل الإطراق، و كان إذا ذكر له الشيعة غضب و اربد وجهه و زوى‌ [1] من حاجبيه، فقلت له يوما: يرحمك اللّه، ما الذي تكرهه من الشيعة، فإني رأيتك إذا ذكروا غضبت و قبضت؟قال: ما أكره منهم إلا هذه الشّين في أول اسمهم، فإني لم أجدها قطّ إلا في كل شرّ و شؤم و شيطان و شغب و شقاء و شنار [2] و شرر و شين و شوك و شكوى و شهوة و شتم و شح. قال أبو عثمان: فما ثبت لشيعيّ بعدها قائمة.

باب من كلام المتكلمين‌

دخل الموبذ على هشام بن الحكم، و الموبذ هو عالم الفرس، فقال له: يا هشام، حول الدنيا شي‌ء؟قال: لا. قال: فإن أخرجت يدي فثمّ شي‌ء يردّها؟قال هشام:

ليس ثمّ شي‌ء يردّها و لا شي‌ء تخرج يدك فيه. قال: فكيف أعلم هذا؟قال له:

يا موبذ، أنا و أنت على طرف الدنيا، فقلت لك: يا موبذ، إني لا أرى شيئا. فقلت لي: و لم لا ترى؟فقلت ليس هاهنا ظلام يمنعني. فقلت لي أنت: يا هشام، إني لا أرى شيئا. فقلت لك: و لم لا ترى؟قلت: ليس ضياء أنظر به. فهل تكافأت الملّتان في التناقض؟قال: نعم. قال: فإذا تكافأتا في التناقض لم تتكافئا في الإبطال أن ليس شي‌ء؟فأشار الموبذ بيده أن أصبت.

قال رجل لبعض ولاة بني العباس: أنا أجعل هشام بن الحكم أن يقول في علي رضي اللّه عنه إنه ظالم؛ فقال: إن فعلت ذلك فلك كذا و كذا. ثم أحضر هشام، فقال له: نشدتك اللّه أبا محمد، أ ما تعلم أن عليّا نازع العباس عند أبي بكر؟قال: نعم.


[1] اربد: تجهّم، و زوى: حرّكهما تحريك الغضب.

[2] الشنار: العار و العيب.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 2  صفحه : 251
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست