دخل رجل من الحسبانية على المأمون، فقال: لثمامة بن أشرس: كلّمه، فقال له:
ما تقول؟و ما مذهبك؟فقال: أقول إن الأشياء كلها على التوهّم و الحسبان، و إنما يدرك منها الناس على قدر عقولهم، و لا حقّ في الحقيقة. فقام إليه ثمامة فلطمه لطمة سوّدت وجهه. فقال: يا أمير المؤمنين، يفعل بي مثل هذا في مجلسك؟فقال له ثمامة:
و ما فعلت بك؟قال: لطمتني، قال: و لعل إنما دهنتك بالبان. ثم أنشأ يقول:
و لعلّ آدم أمّنا # و الأبّ حوّاء في الحساب
و لعلّ ما أبصرت من # بيض الطّبور هو الغراب
و عساك حين قعدت قمـ # ت و حين جئت هو الذّهاب
و عسى البنفسج زنبقا # و عسى البهار هو السّذاب [2]
و عساك تأكل من خرا # ك و أنت تحسبه كباب
ابن عباس و رافضي:
و من حديث ابن أبي شيبة أن عبد اللّه بن شدّاد قال: قال لي عبد اللّه بن عباس:
لأخبرنك بأعجب شيء: قرع اليوم عليّ الباب رجل لمّا وضعت ثيابي للظهيرة، فقلت: ما أتى به في مثل هذا الحين إلا أمر مهم، أدخلوه. فلما دخل قال: متى يبعث ذلك الرجل؟قلت: أي رجل؟قال: عليّ بن أبي طالب. قلت: لا يبعث حتى يبعث اللّه من في القبور. قال: و إنك لتقول بقول هذه الجهلة!قلت: أخرجوه عنّي لعنه اللّه.