نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 2 صفحه : 246
حتى انتهى إلى محمد صلّى اللّه عليه و سلم، فقال: عليّ مثله. فقلت: كذبت عليك لعنة اللّه. قال: قد أعلمتك أنك لا تحتملها.
و من الروافض من يزعم أن عليّا رضي اللّه عنه في السحاب، فإذا أظلّت عليهم سحابة قالوا: السلام عليك يا أبا الحسن!و قد ذكرهم الشاعر فقال:
برئت من الخوارج لست منهم # من الغزّال منهم و ابن باب [1]
و من قوم إذا ذكروا عليّا # يردّون السلام على السحاب
و لكنّي أحبّ بكلّ قلبي # و أعلم أنّ ذاك من الصواب
... رسول اللّه و الصّدّيق حقّا # به أرجو غدا حسن الثواب
و هؤلاء من الرافضة يقال لهم المنصورية، و هم أصحاب أبي منصور الكسف و إنما سمى الكسف لأنه كان يتأوّل في قول اللّه عز و جل: وَ إِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ اَلسَّمََاءِ سََاقِطاً يَقُولُوا سَحََابٌ مَرْكُومٌ[2] فالكسف عليّ، و هو السحاب.
و كان المغيرة بن سعد من السبئية الذين أحرقهم عليّ رضي اللّه تعالى عنه بالنار، و كان يقول: لو شاء عليّ لأحيى عادا و ثمودا و قرونا بعد ذلك كثيرا، و خرج لخالد ابن عبد اللّه، فقتله خالد و صلبه بواسط عند قنطرة العاشر.
و من الروافض كثير عزّة الشاعر، و لما حضرته الوفاة، دعا ابنة أخ له فقال: يا ابنة أخي، إن عمك كان يحب هذا الرجل فأحبّيه-يعني عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه-فقالت: نصيحتك يا عمّ مردودة عليك، أحبه و اللّه خلاف الحبّ الذي أحببته أنت. فقال لها: برئت منك. و أنشد يقول:
برئت إلى الإله من ابن أروى # و من قول الخوارج أجمعينا
و من عمر برئت و من عتيق # غداة دعي أمير المؤمنينا
ابن أروى: عثمان.
[1] في بعض الأصول «و ابن داب» و التصويب من الكامل.