نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 2 صفحه : 245
فانصرف. فقال: يا رسول اللّه، وجدته يصلي فهبته، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم: أيكم يقوم إليه فيقتله؟فقال عليّ: أنا يا رسول اللّه. قال: أنت له إن أدركته. فقام إليه فوجده قد انصرف؛ فقال النبي عليه الصلاة و السلام: هذا أول قرن [1] يطلع في أمتي، لو قتلتموه ما اختلف بعده اثنان؛ إنّ بني إسرائيل افترقت على اثنتين و سبعين فرقة، و إن هذه الأمة ستفترق على ثلاث و سبعين فرقة، كلها في النار إلا فرقة واحدة، و هي الجماعة.
الرافضة
و إنما قيل لهم رافضة لأنهم رفضوا أبا بكر و عمر، و لم يرفضهما أحد من أهل الأهواء غيرهم، و الشيعة دونهم، و هم الذين يفضلون عليا على عثمان و يتولّون أبا بكر و عمر، فأما الرافضة فلها غلوّ شديد في عليّ، ذهب بعضهم مذهب النصارى في المسيح، و هم السّبئية أصحاب عبد اللّه بن سبأ، عليهم لعنة اللّه. و فيهم يقول السيد الحميري:
قوم غلوا في عليّ لا أبا لهم # و أجشموا أنفسا في حبّه تعبا [2]
قالوا هو اللّه جلّ اللّه خالقنا # من أن يكون له ابن أو يكون أبا
و قد أحرقهم علي رضي اللّه عنه بالنار.
المغيرة بن سعد و الأعمش
و من الروافض المغيرة بن سعد مولى بجيلة، قال الأعمش: دخلت على المغيرة بن سعد فسألته عن فضائل علي، فقال: إنك لا تحتملها!قلت: بلى. فذكر آدم صلوات اللّه عليه، فقال: عليّ خير منه!ثم ذكر من دونه من الأنبياء، فقال: عليّ خير منهم!