نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 2 صفحه : 244
أوثان، فدعاهم إلى أن يخلعوا الأوثان، و أن يشهدوا أن لا إله إلا اللّه و أنّ محمدا عبده و رسوله، فمن قال ذلك حقن بذلك دمه، و أحرز ماله [1] ، و وجبت حرمته، و أمن به عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و كان أسوة المسلمين، و كان حسابه على اللّه. أ فلستم تلقون من خلع الأوثان، و رفض الأديان، و شهد أن لا إله إلا اللّه و أن محمدا رسول اللّه، تستحلون دمه و ماله، و يلعن عندكم، و من ترك ذلك و أباه، من اليهود و النصارى و أهل الأديان فتحرّموه دمه و ماله و يأمن عندكم؟فقال الأسود: ما سمعت كاليوم أحدا أبين حجة، و لا أقرب مأخذا، أما أنا فأشهد أنك على الحق، و أني بريء ممن برئ منك!فقال عمر لصاحبه: يا أخا بني شيبان، ما تقول أنت؟ قال: ما أحسن ما قلت و وصفت!غير أني لا أفتات [2] على الناس بأمر حتى ألقاهم بما ذكرت و أنظر ما حجّتهم. قال: أنت و ذاك!فأقام الحبشي مع عمر و أمر له بالعطاء، فلم يلبث أن مات، و لحق الشيبانيّ بأصحابه فقتل معهم بعد وفاة عمر.
القول في أصحاب الأهواء
و ذكر رجل عند النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فذكروا فضله و شدة اجتهاده في العبادة، فبينما هم في ذكره حتى طلع عليهم الرجل؛ فقالوا: يا رسول اللّه، هو هذا. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم: أما إني أرى بين عينيه سفعة [3] من الشيطان!فأقبل الرجل حتى وقف فسلّم عليهم، فقال هل حدثتك نفسك إذ طلعت علينا أنه ليس في القوم أحسن منك؟ قال: نعم. ثم ذهب إلى المسجد يصفّ [4] بين قدميه يصلي، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم: أيكم يقوم إليه فيقتله؟فقال أبو بكر: أنا يا رسول اللّه. فقام إليه فوجده يصلّي، فهابه فانصرف. قال: ما صنعت؟قال: وجدته يصلي يا رسول فهبته. فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:
أيكم يقوم إليه فيقتله؟قال عمر: أنا يا رسول اللّه. فقام إليه فوجده يصلي، فهابه