نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 2 صفحه : 240
كَذَبُوا اَللََّهَ وَ رَسُولَهُ. سَيُصِيبُ اَلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذََابٌ أَلِيمٌ[1] . فانظر إلى أسمائهم و سماتهم.
و أما أمر الأطفال فإن نبي اللّه نوحا عليه السلام كان أعرف باللّه يا نجدة مني و منك، فقال: رَبِّ لاََ تَذَرْ عَلَى اَلْأَرْضِ مِنَ اَلْكََافِرِينَ دَيََّاراً `إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبََادَكَ وَ لاََ يَلِدُوا إِلاََّ فََاجِراً كَفََّاراً[2] فسماهم بالكفر و هم أطفال و قبل أن يولدوا؛ فكيف جاز لك في قوم نوح و لا يجوز في قومنا و اللّه يقول: أَ كُفََّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولََئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرََاءَةٌ فِي اَلزُّبُرِ[3] و هؤلاء كمشركي العرب، لا تقبل منهم جزية، و ليس بيننا و بينهم إلا السيف أو الإسلام.
و أما استحلال الأمانات ممن خالفنا فإن اللّه عز و جل أحل لنا أموالهم، كما أحل لنا دماءهم، فدماؤهم حلال طلق، و أموالهم فيء للمسلمين، فاتق اللّه و راجع نفسك، فإنه لا عذر لك إلاّ بالتوبة، و لا يسعك خذلاننا و القعود دوننا، و ترك ما نهجناه لك من طريقتنا و مقالتنا. و السلام على من أقرّ بالحق و عمل به.
مرداس و ابن زياد:
و كان مرداس أبو بلال من الخوارج، و كان مستترا، فلما رأى جدّ ابن زياد في قتل الخوارج و حبسهم، قال لأصحابه: إنه و اللّه لا يسعنا المقام بين هؤلاء الظالمين، تجري علينا أحكامهم مجانبين للعدل، مفارقين للعقل؛ و اللّه إنّ الصبر على هذا لعظيم، و إن تجريد السيف و إخافة السبيل لعظيم، و لكنا لا نبتدئهم، و لا نجرّد سيفا، و لا نقاتل إلا من قاتلنا. فاجتمع أصحابه و هم ثلاثون رجلا، فأرادوا أن يولّوا أمرهم حريث بن حجل، فأبى. فولّوا أمرهم مرداسا أبا بلال. فلما مضى بأصحابه لقيه عبد اللّه بن رباح الأنصاريّ، و كان له صديقا، فقال له: يا أخي، قال نعم؟ قال: أريد أن أهرب بديني و دين أصحابي هؤلاء من أحكام الجورة و الظلمة. فقال