responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 2  صفحه : 236

تؤذوا الأحياء بسبّ الموتى. فنهى عن سبّ أبي جهل من أجل عكرمة ابنه، و أبو جهل عدوّ اللّه و رسوله، و المقيم على الشرك، و الجادّ في محاربة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قبل الهجرة و المحارب له بعدها، و كفى بالشرك ذنبا؛ و قد كان يغنيكم عن هذا القول الذي سمّيتم فيه طلحة و أبي أن تقولوا: أتبرأ من الظالمين؟فإن كانا منهم دخلا في غمار الناس‌ [1] ، و ان لم يكونا منهم لم تحفظوني بسبّ أبي و صاحبه، و أنتم تعلمون أن اللّه جلّ و عزّ قال للمؤمن في أبويه: وَ إِنْ جََاهَدََاكَ عَلى‌ََ أَنْ تُشْرِكَ بِي مََا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاََ تُطِعْهُمََا وَ صََاحِبْهُمََا فِي اَلدُّنْيََا مَعْرُوفاً [2] و قال: وَ قُولُوا لِلنََّاسِ حُسْناً [3] . و هذا الذي دعوتم إليه أمر له ما بعده، و ليس يقنعكم إلا التوقيف و التّصريح، و لعمري إنّ ذلك أحرى بقطع الحجج، و أوضح لمنهاج الحق، و أولى بأن يعرف كلّ صاحبه من عدوّه. فروحوا إليّ من عشيّتكم هذه أكشف لكم ما أنا عليه إن شاء اللّه تعالى.

خطبة ابن الزبير فيهم:

فلما كان العشي راحوا إليه، فخرج إليهم و قد لبس سلاحه، فلما رأى ذلك نجدة [4] ، قال: هذا خروج منابذ [5] لكم. فجلس على رفع من الأرض فحمد اللّه و أثنى عليه و صلى على نبيّه، ثم ذكر أبا بكر و عمر أحسن ذكر، ثم ذكر عثمان في السنين الأوائل من خلافته؛ ثم وصلهن بالسّنين التي أنكروا سيرته فيها فجعلها كالماضية، و أخبر أنه آوى الحكم بن أبي العاصي بإذن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و ذكر الحمى و ما كان فيه من الصلاح، و أنّ القوم استعتبوه من أمور ما كان له أن يفعلها أولا مصيبا ثم أعتبهم بعد ذلك محسنا. و أن أهل مصر لما أتوه بكتاب ذكروا أنه منه بعد أن ضمن لهم العتبى ثم كتب ذلك الكتاب بقتلهم. فدفعوا الكتاب إليه، فحلف باللّه


[1] غمار الناس: جهلتهم.

[2] سورة لقمان الآية 15.

[3] سورة البقرة الآية 83.

[4] نجدة: ابن عاصم الحنفي الخارجي.

[5] منابذ: مناجز و معارض.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 2  صفحه : 236
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست