responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 2  صفحه : 234

فخرج بهم إلى النّهروان، فأوقع بهم عليّ، فقتل منهم ألفين و ثمانمائة، و كأنّ عددهم ستة آلاف. و كان منهم بالكوفة زهاء ألفين ممن يسرّ أمره؛ فخرج منهم رجل بعد أن قال علي رضي اللّه عنه: ارجعوا و ادفعوا إلينا قاتل عبد اللّه ابن خبّاب. قالوا: كلنا قتله و شرك في دمه.

و ذلك أنهم لما خرجوا إلى النهروان لقوا مسلما و نصرانيا، فقتلوا المسلم و أوصوا بالنّصراني خيرا، و قالوا: احفظوا ذمّة نبيكم. و لقوا عبد اللّه ابن خبّاب، و في عنقه المصحف و معه امرأته و هي حامل، فقالوا: إن هذا الذي في عنقك يأمرنا بقتلك.

فقال لهم: أحيوا ما أحيا القرآن، و أميتوا ما أمام القرآن. قالوا: حدّثنا عن أبيك.

قال: حدثني أبي قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول: تكون فتنة يموت فيها قلب الرجل كما يموت بدنه، يمسي مؤمنا و يصبح كافرا، فكن عبد اللّه المقتول و لا تكن عبد اللّه القاتل. قالوا: فما تقول في أبي بكر و عمر؟فأثنى خيرا، قالوا: فما تقول في الحكومة و التحكيم؟قال: أقول إن عليا أعلم باللّه منكم و أشدّ توقّيا على دينه و أبعد بصيرة. قالوا: إنك لست تتبع الهدى، بل الرجال على أسمائها. ثم قرّبوه إلى شاطئ البحر فذبحوه، فامذقرّ دمه-أي جرى مستقيما على دفة-و ساموا [1] رجلا نصرانيا بنخلة-فقال: هي لكم هبة. قالوا: ما كنا نأخذها إلا بثمن. فقال: ما أعجب هذا! أ تقتلون مثل عبد اللّه بن خبّاب و لا تقبلون منا جنى نخلة إلا بثمن.

فرقهم:

ثم افترقت الخوارج على أربعة أضرب: الإباضية، أصحاب عبد اللّه بن إباض و الصّفرية و اختلفوا في تسميتهم. فقال قوم: سمّوا بابن الصفّار. و قال قوم: نهكتهم العبادة فاصفرّت وجوههم. و منهم البيهسية: و هم أصحاب ابن بيهس. و منهم الأزارقة، أصحاب نافع بن الأزرق الحنفي، و كانوا قبل على رأي واحد لا يختلفون إلاّ في الشي‌ء الشاذ.


[1] ساموا: فاصلوا من أجل الشراء.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 2  صفحه : 234
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست