responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 2  صفحه : 225

الحاملين الواعين عن الحسن؛ فللّه تلكم لمّة و أوعياء و حفظة، ما أدمت الطبائع‌ [1] ، و أرزن المجالس، و أبين الزّهد و أصدق الألسنة، اقتدوا و اللّه بمن مضى شهابهم، و أخذوا بهديهم؟عهدي و اللّه بالحسن و عهدهم أمس في مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بشرقي الأجنحة، و آخر حديث حدّثنا إذ ذكر الموت و هول المطلع، فأسف على نفسه و اعترف بذنبه، ثم التفت و اللّه يمنة و يسرة معتبرا باكيا؛ فكأني أنظر إليه يمسح مرفضّ العرق عن جبينه، ثم قال: اللهم إني قد شددت وضين‌ [2] راحلتي، و أخذت في أهبة سفري إلى محل القبر و فرش العفر [3] ، فلا تؤاخذني بما ينسبون إليّ من بعدي. اللهم إني قد بلّغت ما بلغني عن رسولك، و فسّرت من محكم تأويلك ما قد صدّقه حديث نبيك؛ ألا و إني خائف عمرا!ألا و إني خائف عمرا!شكاية لك إلى ربّه جهرا، و أنت عن يمين أبي حذيفة أقربنا إليه؛ و قد بلغني كبير ما حمّلته نفسك، و قلّدته عنقك، من تفسير التنزيل، و عبارة التأويل؛ ثم نظرت في كتبك، و ما أدّته إلينا روايتك من تنقيص المعاني، و تفريق المباني، فدلّت شكاية الحسن عليك بالتحقيق بظهور ما ابتدعت، و عظيم ما تحمّلت؛ فلا يغررك أي أخي تدبير من حولك، و تعظيمهم طولك‌ [4] ، و خفضهم أعينهم عنك إجلالا لك، غدا و اللّه تمضي الخيلاء و التفاخر، و تجزى كلّ نفس بما تسعى. و لم يكن كتابي إليك، و تجليبي عليك، إلا ليذكّرك بحديث الحسن رحمه اللّه، و هو آخر حديث حدّثناه. فأدّ المسموع و انطق بالمفروض، و دع تأويلك الأحاديث على غير وجهها، ركن من اللّه وجلا [5] فكأنّ قد.

ما جاء في ذم الحمق و الجهل‌

قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم «الجاهل يظلم من خالطه، و يعتدي على من هو دونه، و يتطاول على من هو فوقه، و يتكلّم بغير تمييز، و إن رأى كريمة أعرض عنها، و إن عرضت فتنة أردته و تهوّر فيها» .


[1] أدمت الطبائع: ألينها و أسهلها.

[2] الوضين: ما يوضع على ظهر الدابة تحت السرج و غيره.

[3] العفر: وجه الأرض، التراب.

[4] الطول: القوة و البسطة.

[5] الوجل: الخوف.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 2  صفحه : 225
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست