نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 2 صفحه : 22
بين قتيبة بن مسلم و نهار بن توسعة:
قال: وهجا نهار بن توسعة قتيبة بن مسلم، و كان ولي خراسان بعد يزيد بن المهلّب، فقال:
كانت خراسان أرضا إذ يزيد بها # و كلّ باب من الخيرات مفتوح
فبدّلت بعده قردا نطوف به # كأنما وجهه بالخلّ منضوح [1]
فطلبه فهرب منه، ثم دخل عليه بكتاب أمّه؛ فقال: ويحك!بأي وجه تلقاني؟ قال: بالوجه الذي ألقى به ربّي، و ذنوبي إليه أكثر من ذنوبي إليك. فقرّبه و وصله و أحسن إليه.
المنصور و ابن فضالة:
و أقبل المنصور يوما راكبا و الفرج بن فضالة جالس عند باب الذّهب، فقام الناس إليه و لم يقم. فاستشاط المنصور غيظا و غضبا، و دعا به فقال: ما منعك من القيام مع الناس حين رأيتني؟قال: خفت أن يسألني اللّه تعالى: لم فعلت؟و يسألك عنه: لم رضيت؟و قد كرهه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فسكن غضبه و قرّبه و قضى حوائجه.
المأمون و ابن أكثم:
يحيى بن أكثم، قال: إني عند المأمون يوما، حتى أتي برجل ترعد فرائصه [2] ، فلما مثل بين يديه قال له المأمون: كفرت نعمتي و لم تشكر معروفي!قال: يا أمير المؤمنين، و أين يقع شكري في جنب ما أنعم اللّه بك عليّ؟فنظر إليّ و قال متمثّلا:
فلو كان يستغني عن الشكر ماجد # لكثرة مال أو علوّ مكان
لما ندب اللّه العباد لشكره # فقال اشكروا لي أيها الثّقلان [3]