نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 2 صفحه : 213
أبو الحسن المدائني قال: دخل محمد بن واسع على قتيبة بن مسلم والي خراسان في مدرعة صوف، فقال له: ما يدعوك إلى لباس هذه؟فسكت!فقال له قتيبة:
أكلّمك فلا تجيبني؟قال: أكره أن أقول زهدا فأزكّي نفس، أو أقول فقرا فأشكو ربي؛ فما جوابك إلا السكوت.
قال ابن السماك لأصحاب الصوف: و اللّه لئن كان لباسكم وفقا لسرائركم لقد أحببتم أن يطّلع الناس عليها، و إن كان مخالفا لقد هلكتم.
و كان القاسم بن محمد يلبس الخزّ و سالم بن عبد اللّه يلبس الصوف و يقعدان في مسجد المدينة؛ فلا ينكر هذا على هذا و لا ذا على هذا.
و دخل رجل على محمد بن المنكدر فوجده قاعدا على حشايا مضاعفة و جارية تغلّفه بالغالية [1] ؛ فقال: رحمك اللّه!جئت أسألك عن شيء وجدتك فيه-يريد التّزيّن- قال: على هذا أدركت الناس.
و صلّى الأعمش في مسجد قوم فأطال بهم الإمام، فلما فرغ قال له: يا هذا، لا تطل صلاتك؛ فإنه يكون خلفك ذو الحاجة و الكبير و الضعيف. قال الإمام: و إنها لكبيرة إلا على الخاشعين. فقال له الأعمش: أنا رسول الخاشعين إليك، إنهم لا يحتاجون إلى هذا منك.
الربيع بن زياد و علي في عاصم:
العتبي قال: أصابت الربيع بن زياد نشّابة [2] في جبينه، فكانت تنتقض عليه كل عام. فأتاه عليّ بن أبي طالب عائدا، فقال: كيف تجدك يا أبا عبد الرحمن؟قال:
أجدني لو كان لا يذهب ما بي إلا بذهاب بصري لتمنيت ذهابه. قال: و ما قيمة بصرك عندك؟قال: لو كانت لي الدنيا فديته بها. قال: لا جرم، يعطيك اللّه على