نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 2 صفحه : 207
و قال الشاعر:
أقول لجاري إذا أتاني مخاصما # يدلّ بحقّ أو يدلّ بباطل
إذا لم يصل خيري و أنت مجاوري # إليك فما شرّي إليك بواصل
لعبد اللّه القسري حين ولي قضاء البصرة:
العتبي قال: ولي عبد اللّه بن خالد بن عبد اللّه القسري قضاء البصرة، فكان يحابي أهل مودّته، فقيل له: أيّ رجل أنت لو لا أنك تحابي. قال: و ما خير الصديق إذا لم يقطع لصديقه قطعة من دينه.
و ولي ابن شبرمة قضاء البصرة و هو كاره، فأحسن السيرة، فلما عزل اجتمع إليه أهل خاصته و مودته، فقال لهم: و اللّه لقد وليت هذه الولاية و أنا كاره، و عزلت عنها و أنا كاره، و ما بي في ذلك إلا مخافة أن يلي هذه الوجوه من لا يعرف حقها. ثم تمثّل بقول الشاعر:
فما السّجن أبكاني و لا القيد شفّني # و لا أنني من خشية الموت أجزع [1]
بلى إنّ أقواما أخاف عليهم # إذا متّ أن يعطو الذي كنت أمنع
و تقول العامة: محبة السلطان أردّ عليك من شهودك.
و قال الشاعر:
إذا كان الأمير عليك خصما # فليس بقابل منك الشّهودا
و قال زياد: أحبّ الولاية لثلاث، و أكرهها لثلاث: أحبّها لنفع الأولياء، و ضرّ الأعداء، و استرخاص الأشياء. و أكرهها لروعة البريد، و خوف العزل، و شماتة العدو.
و يقول الحكماء: أحقّ من شاركك في النعمة شركاؤك في المصيبة.