نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 2 صفحه : 181
و وقّع في رقعة رجل سعى إليه ببعض عماله: قد سمعنا ما ذكره اللّه عزّ و جل في كتابه، فانصرف رحمك اللّه.
فكان إذا ذكر عنده السعاة قال: ما ظنّكم بقوم يلعنهم اللّه على الصدق.
و سعى رجل إلى بلاد بن أبي بردة، فقال له: انصرف حتى أكشف عما ذكرت. ثم كشف عن ذلك فإذا هو لغير رشدة؛ فقال: أنا أبو عمرو، ما كذبت و لا كذبت.
للنبي صلّى اللّه عليه و سلم:
حدّثني أبي عن جدي أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال: «الساعي لغير رشدة» [1] .
عبد الملك و رجل سعى إليه:
و سأل رجل عبد الملك الخلوة، فقال لأصحابه: إذا شئتم فقوموا. فلما تهيّأ الرجل للكلام قال له: إياك أن تمدحني؛ فأنا أعلم بنفسي منك، أو تكذبني، فإنه لا رأي لكذوب؛ أو تسعى إليّ بأحد. و إن شئت أقلتك. قال: أقلني.
و دخل رجل على الوليد بن عبد الملك، و هو والي دمشق لأبيه، فقال: للأمير عندي نصيحة. فقال: إن كانت لنا فاذكرها، و إن كانت لغيرنا فلا حاجة لنا فيها.
قال: جار لي عصى و فرّ من بعثه [2] . قال: أما أنت فتخبر أنك جار سوء؛ فإن شئت أرسلنا معك، فإن كنت صادقا أقصيناك، و إن كنت كاذبا عاقبناك، و إن شئت تاركناك، قال: تاركني.
من سير العجم:
و في سير العجم: أنّ رجلا وشى برجل إلى الإسكندر، فقال: أ تحب أن تقبل منه عليك و منك عليه؟قال: لا. قال: فكف عن الشرّ يكفّ عنك الشر.