أدري، هكذا وجدته. ثم نظر فإذا فيه كتاب منقور بأبيات من شعر، و هي [1] :
خرجنا من قرى اصطخر # إلى القصر فقلناه
فلا تصحب أخا السّوء # و إيّاك و إيّاه
فكم من جاهل أردى # حكيما حين آخاه
يقاس المرء بالمرء # إذا ما المرء ما شاه
و في الناس من الناس # مقاييس و أشباه
و في العين غنى للعـ # ين أن تنطق أفواه
السعاية و البغي
قال اللّه تعالى ذكره: يََا أَيُّهَا اَلنََّاسُ إِنَّمََا بَغْيُكُمْ عَلىََ أَنْفُسِكُمْ [2] .
و قال عز و جل: ... ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اَللََّهُ [3] .
و قال الشاعر:
فلا سبق إلى أحد ببغي # فإنّ البغي مصرعه و خيم
و قال العتابي:
بغيت فلم تقع إلاّ صريعا # كذاك البغي يصرع كل باغ
للمأمون يوصي بعض ولده:
و قال المأمون يوما لبعض ولده: إياك أن تصغى لاستماع قول السّعاة، فإنه ما سعى رجل برجل إلا انحط من قدره عندي ما لا يتلافاه أبدا.
و وقّع في رقعة ساع: سننظر أ صدقت أم كنت من الكاذبين.
[1] وردت بعض هذه الآبيات في ثلاثة مواضع من عيون الأخبار منسوبة، لأبي العتاهية، و لم نجدها في ديوانه.
[2] سورة يونس الآية 23.
[3] سورة الحج الآية 60.