و قال آخر:
مهلا بني عمّنا، مهلا موالينا # لا تنبشوا بيننا ما كان مدفونا
لا تطمعوا أن تهينونا و نكرمكم # و أن نكفّ الأذى عنكم و تؤذونا
اللّه يعلم أنّا لا نحبّكم # و لا نلومكم إن لم تحبّونا
و لقد سبرت الناس ثم خبرتهم # و وصفت ما وصفوا من الأسباب
فإذا القرابة لا تقرّب قاطعا # و إذا المودة أقرب الأنساب
المشاكلة و معرفة الرجل لصاحبه
قالوا: أقرب القرابة المشاكلة. و قالوا: الصاحب المناسب.
و قال حبيب:
و قلت أخي، قالوا أخ من قرابة؟ # فقلت لهم إنّ الشكول أقارب [1]
و قال أيضا:
ذو الودّ مني و ذو القربى بمنزلة # و إخوتي أسوة عندي و إخواني
عصابة جاورت آدابهم أدبي # فهم و إن فرّقوا في الأرض جيراني
إن نفترق نسبا يؤلّف بيننا # أدب أقمناه مقام الوالد
أو نختلف فالوصل منا ماؤه # عذب تحدّر من غمام واحد
إنّ النفوس لأجناد مجندة # بالإذن من ربّنا تجري و تختلف [2]
فما تعارف منها فهو مؤتلف # و ما تناكر منها فهو مختلف
[1] الشكول: جمع شكل، و هو ما يوافقك و يصلح لك.
[2] تختلف: تتردّد.