نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 2 صفحه : 16
فأشبه منه صولته و مضاءه، و أما البحر الزاخر فأشبه منه جوده و عطاءه، و أما القمر الباهر فأشبه منه نوره و ضياءه، و أما الربيع الناضر فأشبه منه حسنه و بهاءه. ثم نزل.
بين عبد الملك و ذي حاجة:
قال عبد الملك بن مروان لرجل دخل عليه: تكلم بحاجتك. قال: يا أمير المؤمنين، بهر [1] الدرجة و هيبة الخلافة يمنعاني من ذلك. قال: فعلى رسلك، فإنا لا نحبّ مدح المشاهدة، و لا تزكية اللقاء. قال: يا أمير المؤمنين، لست أمدحك، و لكن أحمد اللّه على النعمة فيك. قال: حسبك فقد أبلغت.
و دخل رجل على المنصور، فقال له: تكلّم بحاجتك. فقال: يبقيك اللّه يا أمير المؤمنين. قال: تكلّم بحاجتك، فإنك لا تقدر على هذا المقام كل حين. قال و اللّه يا أمير المؤمنين، ما أستقصر أجلك، و لا أخاف بخلك، و لا أغتنم مالك؛ و إنّ عطاءك لشرف، و إن سؤالك لزين، و ما لامرئ بذل وجهه إليك نقص و لا شين. قال:
فأحسن جائزته و أكرمه.
بين المأمون و العماني:
حدّث إبراهيم بن السّندي قال: دخل العمانيّ على المأمون، و عليه قلنسوة طويلة و خف ساذج، فقال له: إيّاك أن تنشدني إلاّ و عليك عمامة عظيمة الكور [2] و خفان رائقان. قال: فغدا عليه في زي الأعراب فأنشده، ثم دنا فقبّل يده و قال: قد و اللّه يا أمير المؤمنين أنشدت يزيد بن الوليد، و إبراهيم بن الوليد، و رأيت وجوههما، و قبّلت أيديهما، و أخذت جوائزهما؛ و أنشدت مروان و قبّلت يده و أخذت جائزته، و أنشدت المنصور و رأيت وجهه و قبّلت يده و أخذت جائزته، و أنشدت المهديّ و رأيت وجهه و قبلت يده و أخذت جائزته، إلى كثير من أشباه الخلفاء، و كبراء الأمراء و السادة الرؤساء، فلا و اللّه يا أمير المؤمنين ما رأيت فيهم أبهى منظرا، و لا أحسن وجها، و لا