و قال الشّعبي: من فاتته ركعتا الفجر فليلعن الثّقلاء.
و قيل لجالينوس: بم صار الرجل الثّقيل أثقل من الحمل الثقيل، فقال: لأنّ الرجل الثقيل إنما ثقله على القلب دون الجوارح، و الحمل الثقيل يستعين فيه القلب بالجوارح.
و قال سهل بن هارون، من ثقل عليك بنفسه، و غمّك بسؤاله، فأعره أذنا صمّاء، و عينا عمياء.
و كان أبو هريرة إذا استثقل رجلا قال: اللهم اغفر له و أرحنا منه.
و كان الأعمش إذا حضر مجلسه ثقيل يقول:
فما الفيل تحمله ميّتا # بأثقل من بعض جلاّسنا
و قال أبو حنيفة للأعمش و أتاه عائدا في مرضه: لو لا أن أثقل عليك أبا محمد لعدتك و اللّه في كل يوم مرتين. فقال له الأعمش. و اللّه يا بن أخي أنت ثقيل عليّ و أنت في بيتك، فكيف لو جئتني في كل يوم مرتين.
و ذكر رجل ثقيلا كان يجلس إليه، فقال: و اللّه إنّي لأبغض شقّي [2] الذي يليه إذا جلس إليّ.
و نقش رجل على خاتمه: أبرمت [3] فقم. فكان إذا جلس إليه ثقيل ناوله إياه و قال: اقرأ ما على هذا الخاتم.
و كان حماد بن سلمة إذا رأى من يستثقله قال: رَبَّنَا اِكْشِفْ عَنَّا اَلْعَذََابَ إِنََّا مُؤْمِنُونَ[4] .