responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 2  صفحه : 152

و قال علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه: الناس ثلاثة: عالم ربّاني؛ و متعلّم على سبيل نجاة، و رعاع همج يميلون مع كل ريح.

و قالت الحكماء: الإخوان ثلاثة: فأخ يخلص لك ودّه، و يبذل لك رفده و يستفرغ في مهمّك جهده؛ و أخ ذو نيّة، يقتصر بك على حسن نيته دون رفده و معونته؛ و أخ يتملّق لك بلسانه و يتشاغل عنك بشأنه و يوسعك من كذبه و أيمانه.

و قال الشّعبي: مرّ رجل بعبد اللّه بن مسعود، فقال لأصحابه: هذا لا يعلم، و لا يعلم أنه لا يعلم، و لا يتعلّم ممن يعلم.

و قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم: كن عالما أو متعلّما، و لا تكن الثالثة فتهلك.

الغوغاء

الغوغاء: الدّبا. و هي صغار الجراد، و شبّه بها سواد الناس.

و ذكر الغوغاء عند عبد اللّه بن عباس، فقال: ما اجتمعوا قط إلا ضرّوا، و لا افترقوا إلا نفعوا. قيل له: قد علمنا ما ضرّ اجتماعهم، فما نفع افتراقهم؟قال:

يذهب الحجّام إلى دكانه، و الحدّاد إلى أكياره‌ [1] ، و كل صانع إلى صناعته.

و نظر عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه إلى قوم يتبعون رجلا أخذ في ريبة؛ فقال:

لا مرحبا بهذه الوجوه التي لا ترى إلا في شر.

و قال حبيب بن أوس الطائي:

إن شئت أن يسودّ ظنّك كلّه # فأجله في هذا السّواد الأعظم‌ [2]

و قال دعبل:

ما أكثر النّاس لا بل ما أقلّهم # اللّه يعلم أنّي لم أقل فندا

إنّي لأفتح عيني حين أفتحها # على كثير و لكن لا أرى أحدا


[1] الكير: آلة ينفخ فيها الحداد النار حتى تظلّ مشتعلة.

[2] أجله: أي اجعله ينظر هنا و هناك.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 2  صفحه : 152
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست