نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 2 صفحه : 147
و قال ابن الكلبي: قال لي خالد العنبري: ما تعدّون السّودد؟قلت: أمّا في الجاهلية فالرّئاسة، و أما في الإسلام فالولاية، و خير من ذا و ذلك التقوى. قال: صدقت. كان أبي يقول: لم يدرك الأوّل الشرف إلا بالعقل، و لم يدرك الآخر إلا بما أدرك به الأول. قلت له: صدق أبوك، و إنما ساد الأحنف ابن قيس بحلمه، و مالك بن مسمع بحبّ العشيرة له، و قتيبة بن مسلم بدهائه؛ و ساد المهلّب بهذه الخلال كلها.
الأصمعي قال: قيل لأعرابي يقال له منتجع بن نبهان: ما السّميدع؟قال: السيد الموطأ الأكناف.
و كان عمر بن الخطاب يفرش له فراش في بيته في وقت خلافته، فلا يجلس عليه أحد إلا العباس بن عبد المطلب، و أبو سفيان بن حرب.
قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم لأبي سفيان: كل الصّيد في جوف الفرا؛ و الفرا: الحمار الوحشي، و هو مهموز، و جمعه فراء. و معناه أنه في الناس مثل الحمار الوحشي في الوحش.
رأي عمرو بن العاص في أخيه هشام:
و دخل عمرو بن العاص مكة، فرأى قوما من قريش قد تحلّقوا حلقة، فلما رأوه رموا بأبصارهم إليه، فعدل إليهم فقال: أحسبكم كنتم في شيء من ذكري. قالوا:
أجل، كنا نماثل بينك و بين أخيك هشام. أيكما أفضل. فقال عمرو. إن لهشام عليّ أربعة: أمه ابنة هشام بن المغيرة، و أمّي من قد عرفتم. و كان أحبّ الناس إلى أبيه مني، و قد عرفتم معرفة الوالد بالولد. و أسلم قبلي. و استشهد و بقيت.
قال قيس بن عاصم لبنيه لما حضرته الوفاة: احفظوا عني، فلا أحد أنصح لكم مني؛ إذا أنا متّ فسوّدوا كباركم و لا تسوّدوا صغاركم فيحقر الناس كباركم.
و قال الأحنف بن قيس: السؤدد مع السواد.
و هذا المعنى يحتمل وجهين من التفسير: أحدهما أن يكون أراد بالسواد سواد
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 2 صفحه : 147