نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 2 صفحه : 131
الحق أكبر منه؟قال له: اسكت؛ قال: فمن ينطق بحجتي؟قال: ما أظنك تقول حقا حتى تقوم؛ قال: أشهد أن لا إله إلا اللّه. فقام القاضي فدخل على عبد الملك فأخبره بالخبر. فقال: اقض حاجته الساعة و أخرجه من الشأم حتى لا يفسد عليّ الناس.
و من الأسجاع قول ابن القرّيّة، و قد دعي لكلام فاحتبس القول عليه، فقال: قد طال السّمر، و سقط القمر، و اشتدّ المطر فما انتظر. فأجابه فتى من عبد القيس: قد طال الأرق، و سقط الشفق، فلينطق من نطق.
كتاب من عمرو بن مسعدة إلى المأمون:
قال أحمد بن يوسف الكاتب: دخلت على المأمون و بيده كتاب لعمرو بن مسعدة، و هو يصعّد في ذراه، و يقوم مرة و يقعد أخرى، ففعل ذلك مرارا، ثم التفت إليّ فقال: أحسبك مفكرا فيما رأيت؟قلت: نعم، وقى اللّه عز و جل أمير المؤمنين المكاره، فقال: ليس بمكروه، و لكن قرأت كلاما نظير خبر خبّرني به الرشيد، سمعته يقول: إن البلاغة لتقارب من المعنى البعيد و تباعد من حشو الكلام، و دلالة بالقليل على الكثير. فلم أتوهّم أن هذا الكلام يستتبّ على هذه الصفة حتى قرأت هذا الكتاب، فكان استعطافا على الجند، و هو:
«كتابي إلى أمير المؤمنين أيده اللّه، و من قبلي من أجناده و قوّاده في الطاعة و الانقياد على أفضل ما تكون عليه طاعة جند تأخرت أرزاقهم و اختلت أحوالهم» .
فأمر بإعطائهم ثمانية أشهر.
و وقع جعفر البرمكي إلى كتّابه: إن استطعتم أن تكون كتبكم توقيعات فافعلوا.
و أمره هارون الرشيد أن يعزل أخاه الفضل عن الخاتم و يأخذه إليه عزلا لطيفا فكتب إليه: قد رأى أمير المؤمنين أن ينقل خاتم خلافته من يمينك إلى شمالك.
فكتب إليه الفضل: ما انتقلت عني نعمة صارت إليك و لا خصّتك دوني.
و وقّع جعفر في رقعة رجل تنصّل إليه من ذنب: تقدمت لك طاعة، و ظهرت
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 2 صفحه : 131