نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 2 صفحه : 125
وجوه البلاغة
البلاغة تكون على أربعة أوجه: تكون باللفظ و الخط و الإشارة و الدلالة. و كل منها له حظ من البلاغة و البيان، و موضع لا يجوز فيه غيره.
و منه قولهم: لكل مقام مقال؛ و لكل كلام جواب؛ و رب إشارة أبلغ من لفظ.
فأما الخط و الإشارة فمفهومان عند الخاصة و أكثر العامة؛ و أما الدلالة فكل شيء دلّك على شيء فقد أخبرك به، كما قال الحكيم: أشهد أن السموات و الأرض آيات دالاّت، و شواهد قائمات، كلّ يؤدّي عنك الحجة، و يشهد لك بالرّبوبية.
و قال الآخر: سل الأرض: من غرس أشجارك، و شقّ أنهارك، و جنى ثمارك؟ فإن لم تجبك إخبارا أجابتك اعتبارا [1] .
و قال الشاعر:
لقد جئت أبغي مجيرا # فجئت الجبال و جئت البحورا
فقال لي البحر إذ جئته # فكيف يجير ضرير ضريرا
و قال آخر:
نطقت عينه بما في الضمير
و قال نصيب بن رباح:
فعاجوا فأثنوا بالذي أنت أهله # و لو سكتوا أثنت عليك الحقائب [2]
يريد: لو سكتوا لأثنت عليك حقائب الإبل التي يحتقبها الرّكب من هباتك و هذا الثناء إنما هو بالدلالة باللفظ.
و قال حبيب:
[1] اعتبارا: أي يجد فيها الإنسان العبرة الواضحة له.
[2] عاجوا: مالوا. و الحقائب: جمع حقيبة، و هي ما توضع فيها العطايا و غيرها.
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 2 صفحه : 125