responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 2  صفحه : 11

و قال عبد العزيز بن مروان لنصيب بن رباح-و كان أسود-: يا نصيب هل لك فيما يثمر المحادثة؟يريد المنادمة. فقال: أصلح اللّه الامير، اللون مرمّد، و الشعر مفلفل، و لم أقعد إليك بكريم عنصر، و لا بحسن منظر، و إنما هو عقلي و لساني؛ فإن رأيت ألاّ تفرق بينهما فافعل.

و لما ودّع المأمون الحسن بن سهل عند مخرجه من مدينة السلام، قال له: يا أبا محمد، أ لك حاجة تعهد إليّ فيها؟قال: نعم يا أمير المؤمنين، أن تحفظ عليّ من قلبك ما لا أستعين على حفظه إلا بك.

و قال سعيد بن مسلم بن قتيبة للمأمون: لو لم أشكر اللّه إلا على حسن ما أبلاني في أمير المؤمنين من قصده إليّ بحديثه، و إشارته إليّ بطرفه، لكان ذلك من أعظم ما توجبه النّعمة، و تفرضه الصنيعة. قال المأمون: ذلك و اللّه لأن الأمير يجد عندك من حسن الإفهام إذا حدثت، و حسن الفهم إذا حدّثت، ما لا يجده عند غيرك.

مدح الملوك و التزلف إليهم‌

في سير العجم أن أردشير بن يزدجرد لما استوثق له أمره، جمع الناس فخطبهم خطبة حضّهم فيها على الألفة و الطاعة، و حذّرهم المعصية و مفارقة الجماعة، و صنّف لهم الناس أربعة أصناف، فخروا له سجّدا، و تكلم متكلّمهم، فقال: لا زلت أيها الملك محبوّا من اللّه بعز النصر، و درك الأمل‌ [1] ، و دوام العافية، و تمام النّعمة، و حسن المزيد؛ و لا زلت تتابع لديك المكرمات، و تشفع إليك الذّمامات، حتى تبلغ الغاية التي يؤمن زوالها، و لا تنقطع زهرتها، في دار القرار التي أعدّها اللّه لنظرائك من أهل الزّلفى عنده، و الحظوة لديه، و لا زال ملكك و سلطانك باقيين بقاء الشمس و القمر، زائدين زيادة البحور و الأنهار، حتى تستوى أقطار الأرض كلها في علوّك عليها، و نفاذ أمرك فيها؛ فقد أشرق علينا من ضياء نورك ما عمّنا عموم ضياء الصبح،


[1] درك الأمل: الحصول عليه، و بلوغه.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 2  صفحه : 11
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست