نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 1 صفحه : 45
خيل تناتجت، و عطايا تلاحقت، و سهام تتابعت. قال: فقبضها مني، فلما صليت الصبح استغفرت لأمير المؤمنين. فقال لي بعد ذلك: أ لا تعمل؟قلت لا. قال: قد عمل من هو خير منك يوسف صلوات اللّه عليه. قلت: يوسف نبيّ و أنا ابن أميمة، أخشى أن يشتم عرضي، و يضرب ظهري، و ينزع مالي.
قال: ثم دعا عمر الحارث بن وهب، فقال: ما قلاص و أعبد بعتها بمائتي دينار؟ قال: خرجت بنفقة معي فتجرت فيها. فقال: أما و اللّه ما بعثناكم لتتّجروا في أموال المسلمين، أدّها. فقال: أما و اللّه لا عملت عملا بعدها!قال: انتظر حتى أستعملك!
بين عمر بن الخطاب و ابن العاص
و كتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص. و كان عامله على مصر: من عبد اللّه عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص، سلام عليك، أما بعد. فإنه بلغني أنه فشت لك فاشية [1] من خيل و إبل و غنم و بقر و عبيد، و عهدي بك قبل ذلك أن لا مال لك.
فاكتب إليّ من أين أصل هذا المال و لا تكتمه.
فكتب إليه: من عمرو بن العاص إلى عبد اللّه عمر بن الخطاب أمير المؤمنين، سلام عليك، فإني أحمد إليك اللّه الذي لا إله إلا هو. أما بعد: فإنه أتاني كتاب أمير المؤمنين يذكر فيه ما فشا لي، و أنه يعرفني قبل ذلك لا مال لي. و إني أعلم أمير المؤمنين أني بأرض السّعر فيه رخيص، و أني أعالج من الحرفة و الزراعة ما يعالج أهله، و في رزق أمير المؤمنين سعة. و اللّه لو رأيت خيانتك حلالا ما خنتك؛ فأقصر أيها الرجل، فإن لنا أحسابا هي خير من العمل لك، إن رجعنا إليها عشنا بها.
و لعمري إن عندك من لا يذم معيشته و لا تذم له[و ذكرت أن عندك من المهاجرين الأولين من هو خير مني] [2] فأنّى كان ذلك و لم يفتح قفلك و لم نشركك في عملك؟