نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 1 صفحه : 344
قال: أتاك النجاح. و أمر له بعشرة آلاف درهم. ثم قال: حدّثني حديثا ترويه عن أبي مهديّة مستظرفا. قلت: يا أمير المؤمنين، حدّثني الأصمعي قال: قال لي أبو مهدية: بلغني أن الأعراب و الأعزاب سواء في الهجاء. قلت: نعم. قال: فاقرأ:
اَلْأَعْرََابُ أَشَدُّ كُفْراً وَ نِفََاقاً و لا تقرأ: الأعراب، و لا يغرّنك العزب و إن صام وصلى!فضحك الواثق حتى شغر برجله [1] ، و قال: لقد لقي أبو مهدية من العزبة شرا. و أمر لي بخمسمائة دينار.
الوافدات على معاوية وفود سودة ابنة عمارة على معاوية
عامر الشعبي قال: وفدت سودة بنت عمارة بن الأشتر الهمدانية على معاوية بن أبي سفيان، فاستأذنت عليه فأذن لها، فلما دخلت عليه سلّمت عليه، فقال لها: كيف أنت يا ابنة الأشتر؟قالت: بخير يا أمير المؤمنين. قال لها: أنت القائلة لأخيك:
شمّر كفعل أبيك يا بن عمارة # يوم الطّعان و ملتقى الأقران
و انصر عليّا و الحسين و رهطه # و اقصد لهند و ابنها بهوان
إنّ الإمام أخا النبيّ محمد # علم الهدى و منارة الإيمان
فقد الجيوش و سر أمام لوائه # قدما بأبيض صارم و سنان
قالت: يا أمير المؤمنين، مات الرأس، و بتر الذنب؛ فدع عنك تذكار ما قد نسي. قال: هيهات، ليس مثل مقام أخيك ينسى. قالت: صدقت و اللّه يا أمير المؤمنين، ما كان أخي خفيّ المقام، ذليل المكان، و لكن كما قالت الخنساء:
و إنّ صخرا لتأتمّ الهداة به # كأنّه علم في رأسه نار
و باللّه أسأل يا أمير المؤمنين إعفائي مما استعفيته. قال: قد فعلت، فقولي حاجتك. قالت: يا أمير المؤمنين، إنك للناس سيد، و لأمورهم مقلّد، و اللّه سائلك