responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 1  صفحه : 311

الأيهم بن أبي شمر الغسّاني لما أراد أن يسلم كتب إلى عمر بن الخطاب من الشام يعلمه بذلك و يستأذنه في القدوم عليه. فسرّ بذلك عمر و المسلمون، فكتب إليه أن اقدم و لك ما لنا و عليك ما علينا، فخرج جبلة في خمسمائة فارس من عكّ و جفنة، فلما دنا من المدينة ألبسهم ثياب الوشي المنسوج بالذهب و الفضة، و لبس يومئذ جبلة تاجه و فيه قرط مارية، و هي جدّته فلم يبق يومئذ بالمدينة أحدّ إلا خرج ينظر اليه، حتى النساء و الصبيان، و فرح المسلمون بقدومه و إسلامه، حتى حضر الموسم من عامه ذلك مع عمر ابن الخطاب؛ فبينا هو يطوف بالبيت إذ وطئ على إزاره رجل من بني فزارة فحلّه، فالتفت إليه جبلة مغضبا. فلطمه فهشم أنفه، فاستعدى عليه الفزاري عمر بن الخطاب. فبعث إليه فقال: ما دعاك يا جبلة إلى أن لطمت أخاك هذا الفزاري فهشمت أنفه؟ فقال: إنّه وطئ إزاري فحلّه، و لو لا حرمة هذا البيت لأخذت الذي فيه عيناه.

فقال له عمر: أمّا أنت فقد أقررت. إمّا أن ترضيه و إلا أقدته‌ [1] منك قال: أتقيده مني و أنا ملك و هو سوقة؟قال: يا جبلة، إنه قد جمعك و إيّاه الإسلام، فما تفضله بشي‌ء إلا[بالتّقى‌]بالعافية. قال: و اللّه لقد رجوت أن أكون في الإسلام أعزّ مني في الجاهلية. قال عمر: دع عنك ذلك. قال: إذن أتنصّر. قال: إن تنصّرت ضربت عنقك. قال: و اجتمع قوم جبلة و بنو فزارة فكادت تكون فتنة، فقال جبلة: أخّرني إلى غد يا أمير المؤمنين. قال: ذلك لك.

فلما كان جنح الليل خرج جبلة و أصحابه، فلم يئن‌ [2] حتى دخل القسطنطينية على هرقل، فتنصّر و أقام عنده، و أعظم هرقل قدوم جبلة، و سر بذلك و أقطعه الأموال و الأرضين و الرّباع.

ثم بعث عمر بن الخطاب رسولا إلى هرقل يدعوه إلى الإسلام، فأجابه إلى المصالحة على غير الإسلام، فلما أراد أن يكتب جواب عمر قال للرسول: ألقيت ابن عمك هذا


[1] أقدته منك: أمكنته.

[2] لم يئن: لم يتوقف و يتمهّل.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 1  صفحه : 311
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست